بين كلّ الأزمات فسحةُ أملٍ في مستقبل كرة السلة

12 : 51

في ظلّ التخبط المحلي والأزمات التي يمرّ بها الوطن، لا يزال اللبنانيون يتمسّكون بفسحة أملِ تنسيهم همومهم ولو لبضع ساعاتٍ، فلطالما كانت الرّياضة منذ سنوات طويلة وحتّى يومنا هذا ملجأً لنا لنُفرغَ ما بداخلنا من قهر وغضبٍ، لأنّها الحافز الوحيد الذي يُعيد الحياة لكلّ واحد منّا.

وحين أقول رياضة، فأنا أحاول أن أخصّص بكلامي كرة السلة، تلك اللّعبة الشعبية التي سطع نجمُها منذ سنين وأحبّها الكبار والصغار، واعتبرها الجمهور "طائفة" بحدّ ذاتها بعد أن حاول الكثيرون جعلَها مسيّسةً ذات طابع دينيٍّ.

هذا الموسم عادت بطولة لبنان لكرة السلة برونقٍ جديد بعد أن توقّفت لمدةٍ زمنيّةٍ شبه طويلة بسبب الوضع الإقتصادي الراهن بالبلد والذي تبعه الوباء العالمي الذي ضرب اقتصاد العالم أجمع، فقد بقي الجمهور اللبناني نحو ما يقارب سنةً ونصف السنة من دون رياضة ومن دون ملاعب، ولكنّ الإتحاد عاد وأطلق البطولة من جديد ليعيد لنا الحماس و"فشة الخلق" التي حُرمنا منها.

يعتبرُ البعض أنّ كرة السلة عادت بعيدة عن الإثارة والحماس بسبب غياب اللاعب الأجنبي الذي لم تعد النوادي تملك أجره الذي يتقاضاه بالدولار الأميركي. قد يكونون على حقّ، ولكن أولئك نسوا أن هذا الموسم سمح للاعب اللبناني الشاب بإكتساب خبرة له وتطوير مهاراته الفنية بسبب تواجده لمدة أطول على أرض الملعب، خصوصاً بعد أن كاد مستقبل البعض منهم مهدداً بسبب وجود اللاعبين الأجانب في صفوف الفرق، فثلاثة أجانبَ في الفريق تعني ثلاثين لاعباً أجنبياً مكان ثلاثين لاعباً لبنانياً قد حصلوا على فرصهم وكانوا من المواهب المميّزة التي تمّ إكتشافها في هذا الموسم الإستثنائيّ، مثل كريستوف خليل في الحكمة، مارك أبي خرس في أطلس، كريم جدايل في هومنتمن، بشارة بستاني في بيبلوس، إبراهيم حداد في المتحد وغيرهم...

لم تقتصر الإكتشافات لهذا الموسم على اللاعبين فقط وحسب، إلّا أنه لا بدّ لنا أن نسلط الضوء على المدربَيْن جو غطاس وجورج جعجع اللذين لم يملكا الخبرة الكافية لخوض هذه المعارك الرياضية ولكنهما قدّما مستوىً يليق بكرة السلة اللبنانية. فجعجع، أصغر مدرب لبناني، قاد فريق الرياضي إلى نهائي الدوري أمام فريق الشانفيل ويقترب جداً من اللقب ليكون أصغر مدرب يحصد لقب البطولة، في سلسلة انتظرها الجميع منذ بداية الموسم مع فريقين يضمّان أبرز أسماء المنتخب.

سلسلة الرياضي والشانفيل التي بدأت يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، تتوجه نحو فوز الرياضي بيروت الذي ضم للسلسلة النهائية اللاعب المصري اللبناني إسماعيل أحمد. فبالأرقام والإحصاءات، يتفوّق الطرف البيروتي على خصمه المتنيّ، وهذا ما تُرجم في المباريات الثلاث حيث تقدم الرياضي ٣-٠ بخبرة لاعبيه وبشكل خاص إسماعيل أحمد وجان عبد النور وتألق "الأمير" في المباراة الأخيرة.

مما لا شك فيه أنّ في كرة السلة ما من نتيجة محسومة، فالشانفيل الذي يملك أسماء لامعة أمثال سيرجيو درويش وإيلي رستم وكريم عز الدين، لا زال قادراً على خطف مباراة وقلب الطاولة من جديد، لذا لا ينتظر الجمهور اللبناني سوى مباريات حماسية بعيدة عن الإصابات للتحضير لبطولة آسيا الشهر المقبل بأفضل وأجمل طريقة ممكنة.



سيلين سلوم

صحافية رياضية




MISS 3