عيسى يحيى

سلب مسلّح لشبان من القاع على طريق بعلبك الدولية

الأهالي يعتصمون استنكاراً و"القوات": لكشف هوية العصابات

24 تموز 2021

02 : 01

أهالي القاع في الوقفة الإحتجاجية

يفقد اللبناني يوماً بعد يوم أمانه المعيشي والإقتصادي بعد فقدان المواد الغذائية والمحروقات، وبعد الحال الذي وصلت إليه البلاد وضيق الخناق على رقاب العباد، وسط تسارع الإنهيار وانعدام فرص الحل، ليجد نفسه يبحث عن أمنه في منزله وعلى الطرقات خوفاً من عملية سلبٍ أو تشليح تجرّده من أموالٍ ومصاغ خبأها لهذه الأيام السود التي وصلنا إليها.

تلقى على عاتق الجيش اللبناني والقوى الأمنية في هذه الأيام مهامٌ جسام، ويعاني عناصره كسائر اللبنانيين من الضغوط المعيشية وإرتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية وانخفاض قيمة الرواتب مقارنةً مع سعر صرف الدولار. يواجه المهمات باللحم الحي لتأمين أمن اللبنانيين وأمانهم، ينفّذ المداهمات بين الفترة والأخرى بحثاً عن المطلوبين والعصابات، حيث جاءت زيارة قائد الجيش قبل أسبوع إلى البقاع ومدينة بعلبك لتثبيت الوضع الأمني وإيصال الرسائل لتطمين البقاعيين في ظل هذه الظروف التي نعيشها.

يجهد اللبناني في تأمين علبة الدواء أو حليب الأطفال بعد فقدانها من الأسواق، ويعمل ليل نهار ليجمع بعض النقود خوفاً من الأيام القادمة، أو ينتظر التحويلات المالية من أقربائه في الخارج وبالدولار لسدّ العجز الذي يعاني منه في ظل إنهيار العملة الوطنية، لتأتي بعض العصابات وقطاع الطرق لسلبه كل ما جمع وملك في عمليةٍ خاطفة على الطريق ليلاً، أو يقتحم اللصوص منزله إذا ما عرفوا أن لديه مالاً ومجوهرات فيه، وكأنّه لا يكفي ما يعانيه من تقاعس الدولة في تأمين ما يتوجّب عليها، وملاقاة تجار الأزمات والحروب من بائعي المحروقات والمواد الغذائية والأدوية لها وإمعانهم جميعاً في تعذيب اللبنانيين وإفقارهم أكثر وأكثر وتضييق الخناق عليهم حدّ إنقطاع الرمق.

ومع الإنهيار السريع الحاصل في لبنان، تتسارع وتيرة الأحداث الأمنية من عمليات سلب وسرقة، حيث أوقف قبل أيام عناصر مفرزة بعلبك في وحدة الشرطة القضائية عصابة سرقة مؤلفة من سوري ولبنانيين اقتحمت منزلاً في مدينة بعلبك وسلبت صاحبه مبلغاً من المال ومحتويات بعد ضربه، ليتبين أن أفرادها هم من أصحاب السوابق وقد نفذوا اعمال سرقة وإعتداء على سكان مخيم للنازحين في تل الأبيض. وصباح امس، اعترض مسلّحون سيارة "أنفينيتي" يقودها العسكري في الجيش اللبناني فراس رزق من بلدة القاع وبرفقته شابان، وسلبوهم مبلغ 8000 دولار أميركي و 20 مليون ليرة لبنانية وهواتفهم الخليوية والسيارة قبل أن يفرّوا إلى جهة مجهولة ويتركوا الشبان على الطريق عند مفرق بلدة الطيبة البقاعية.

وقفة احتجاجية

وعليه، نفّذ أهالي ومخاتير وفاعليات بلدة القاع وقفةً إحتجاجية أمام كنيسة مارالياس عند ظهر امس، إستنكاراً وشجباً لعملية السطو المسلح التي تعرّض لها إبن البلدة ورفيقاه، وقطعوا الطريق الرئيسية، إحتجاجاً على عمليات التشليح التي تحصل بين الحين والآخر على الطرقات، ما يهدّد أمن المواطنين ويعرّضهم للخطر، وطالب كاهن الرعية الأب الياس نصرالله الأجهزة الأمنية بالسهر للحفاظ على الأمن.

بدوره، رئيس بلدية القاع بشير مطر أكد لـ"نداء الوطن" أن الإعتصام "يأتي ردّاً على عملية التشليح التي حصلت، من أموال وهواتف خليوية ومصاغ وسيارة وحتى عبوات حليب للأطفال كانوا قد جلبوها معهم"، وقال: "يكفينا فقدان الأدوية والمازوت ومعاناة الناس الأمرّين، لتأتي مجموعة من السارقين تشلّح الناس أموالهم، فمتنفّس البلدة هم الناس الذين يأتون إليها ويصرفون أموالهم فيها، وإذا ما إستمر الوضع على ما هو عليه فهناك مشكلة"، وطالب الجيش اللبناني "بوضع حدّ لهذا الفلتان، ونحن نعرف أنّ المهام الملقاة على عاتقه كبيرة ومشاكله أكبر وكل هموم البلد عليه، وبتسيير دوريات على الطريق الدولية ليتسنّى للناس التنقّل"، وأكد "أن غضب الناس كان كبيراً إثر ما حصل، وكأن المواطنين هم فشة خلق للحرمان الذي يعاني منه هؤلاء السارقون". وأضاف" إن من يسيء للمنطقة وأهلها يرتدّ سلباً على السياحة فيها، كذلك الأمر لو كان من تعرّض للتشليح يحمل سلاحاً وحصل تبادلٌ لإطلاق النار ووقعت جريمة ألا تصبح القضية طائفية وعشائرية وأخذ ثأر؟ فالمطلوب اليوم موقف حازم بعدم تغطية العصابات وحمايتهم، فنحن في موسم الصيف ودائماً تحدث أعمال كهذه".

"القوات" تستنكر وتطالب

وتعقيباً على ما حصل صدر عن منطقة البقاع الشرقي في "القوّات اللبنانيّة" البيان الآتي:

"كأنه لا يكفي منطقتنا شرّ ما تعانيه كما يعاني كل لبنان من إنقطاع كهرباء ومياه وأدوية ومحروقات حتى تواصل عصابات السرقة والإجرام عملية تهشيم هيبة الدولة اللبنانية عبر إستمرارها في سلب المواطنين على الطرقات وفي بيوتهم الآمنة، وكان آخرها ما تعرّض له أحد أبناء بلدة القاع، وهو من عديد مؤسسة الجيش اللبناني، من سطو على سيارته وكل ما كان بحوزته من مال وجهاز خليوي على طريق عام طليا - بعلبك الهرمل.

وعليه، فإن "القوات اللبنانية" إذ تستنكر هذه الأعمال المشينة والعدائية التي تهدف إلى ترهيب المواطنين ودفعهم إلى الخروج عن منطق الدولة ومؤسساتها العسكرية التي يؤمنون بها ويلتزمون صفوفها، تهيب بالقوى الأمنية الضرب بيد من حديد وكشف هوية هذه العصابات ومنعها من تحقيق أهدافها الإجرامية التي تبدأ بالسرقة ولا تنتهي بدفع أبناء المنطقة الى النزوح عن أرضهم ومنازلهم بدافع خوفهم من التنقل على الطرقات غير الآمنة.

في الختام، تؤكد "القوّات اللبنانيّة" على تمسّكها بمؤسسات الدولة اللبنانية وتفعيلها بهدف القيام بدورها على أفضل وجه، وبسط سيطرتها على كامل التراب اللبناني، منعاً للإنزلاق إلى مزيد من التفلّت الذي من شأنه ضرب السلم الأهلي، وإغراق البلاد في أجواء من التوتّر وعدم الإستقرار، وهذا ما يرفضه كل مواطن حريص على قيام الدولة، وبالتالي على حقه بالتنقّل بشكل آمن وبحرية مطلقة ومضمونة وكاملة".


MISS 3