التغيير قبل الاستقلال

‎ شهدت الأيام الأخيرة تظاهرات غاضبة في إقليم الأحواز ذي الأغلبية العربية جنوب غربي إيران، احتجاجاً على تحويل السلطات لمجرى نهر كارون بعيداً عن مناطقهم، مما يُنذر بالعطش وتداعيات خطيرة أخرى. ويمرّ بمحافظة خوزستان نهر كارون، الذي كان يغذّي المنطقة بشكل جيد في الماضي، إلا أن سلطات طهران عملت على تجفيفه ونقل جزء كبير من مساره إلى مناطق أخرى في البلاد، مما ترك السكان العرب يواجهون أزمة مياه.

‎محافظة خوزستان تقع ضمن منطقة الاحواز ذات الغالبية العربية الغنية بالنفط والمياه في آن واحد، لكن سكانها يعانون التهميش والاضطهاد من جانب السلطات الإيرانية.

‎وقال القيادي في حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي حافظ فاضلي لـ "نداء الوطن": "تفاقمت مشكلة المياه في الآونة الأخيرة، مع تحويل النظام لمياه النهر بشكل أكبر نحو مناطق أصفهان وزايندهرود، شمال شرقي الإقليم العربي. ويشكّل هذا الأمر تهديداً للسكان، الذين يعتمد قسم كبير منهم على مياه النهر في ري زراعتهم. إن مسألة تجفيف المياه كانت مبيتة من النظام بغرض دفع الناس للهجرة من الإقليم".

‎لم تنتفض بقية المناطق الإيرانية لمساندة الأحوازيين، وكان الأمر مستغرباً، فالأهواز لم تقصّر بالتضامن مع أي منطقة إيرانية انتفضت. فلماذا لم تنتفض تلك المناطق؟

‎ويلفت قيادي كردي لـ"نداء الوطن" إلى أن "المشكلة مع الإخوة الأحوازيين هي بعدم واقعية طروحاتهم. حق تقرير المصير يُقلق الفرس ويبعدهم عن تغيير النظام ويدفعهم للتمسك به. لذلك أعتقد أنه من الواقعي أن يفكر الأحوازيون ببرنامج مرحلي هدفه وحدة المعارضة الإيرانية على قاعدة إضعاف النظام وإسقاطه وبعد ذلك في ظل إيران ديموقراطية يمكن طرح حق الشعوب الإيرانية في تقرير المصير".

‎المسألة الثانية التي تُعيق تطوّر الحركة الثورية في الأهواز هي عدم وجود قيادة تقود حراك الاهوازيين بسبب تعرّضهم لعقود من القمع على يد الشاه، ومن بعده على يد نظام الملالي.

‎لا يبدو أن هناك في الأفق قراراً بتغيير النظام الإيراني، والكل يسعى للتفاهم مع النظام والعودة الى الاتفاق النووي لذلك على المعارضة الإيرانية توحيد موقفها وبرنامجها تجاه التغيير في إيران.

• إيران