"همروجة" النفط العراقي: الأزمة مستمرّة!

02 : 00

لن تطول "الهمروجة" الإعلانية التي رافقت صفقة استيراد النفط العراقي لتخفت، متأثرة بمحاولات قوننتها لتكفي لأطول فترة ممكنة. فاذا كانت حاجة لبنان السنوية لإنتاج الكهرباء تقدّر بـ 3 ملايين طن من "زيت الوقود"، فان المليون طن المستوردة على طريقة "السواب"، تكفي بالمبدأ لـ 4 أشهر فقط في حال كان معدل التغذية بحدود 10 إلى 12 ساعة يومياً. إلا أنه مع انسداد أفق تأمين الفيول، والتوقع بان تكون المساعدة العراقية لمرة واحدة ونهائية، فان شركة الكهرباء ستعمد بحسب الأخصائيين إلى "الإستمرار في التقنين القاسي وتخفيض التغذية لحدود 5 ساعات يومياً في محاولة لتمديد الكمية ضعف الوقت المحدد"، وبهذا سيستمر الطلب المرتفع على المازوت حيث تستهلك المولدات الخاصة نحو 500 ألف ليتر مع كل ساعة انقطاع للتيار الكهربائي، ومع شح الدولارات و"التنقيط" في فتح الإعتمادات فإن الأزمة ستستمر.

أما في حال رفع الدعم واستيراد المازوت بحسب سعر السوق، فان أغلبية العائلات ستعجز عن تحمل فاتورة المولدات الخاصة التي ستتعدى الـ 1.5 مليون لـ 5 أمبير؛ هذا إن بقي سعر الصرف على 19700 ليرة مثلما هو اليوم. الصفقة التي من المتوقع أن تبصر النور في حلول منتصف آب المقبل لا يزال الكثير من بنودها مجهولاً، وخصوصاً لجهة سعر الصرف الذي ستسدد على أساسه، وإن كان سيؤمن من الموازنة أو من خلال طبع المزيد من الليرات، وسعر برميل النفط المحتسب ومواصفات النفط المستبدل، ونوعيته، وملاءمته للمعامل اللبنانية، وضمان عدم الغش ومن يتحمل المسؤولية... هذه الأسئلة لن تُعرف أجوبتها قبل نشر العقد النهائي وإطلاع الشعب اللبناني وفقاً لقانون حق الوصول إلى المعلومات المقر والحوكمة والشفافية. حيث إن أبسط حقوق المواطنين في هذه الظروف الإطلاع على ما سيدفعون وبأي طريقة ولقاء أي خدمة.