جورج الهاني

خيبة لبنانية في أولمبياد طوكيو ولكن...

2 آب 2021

02 : 00

أما وقد إنتهت المغامرة اللبنانية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، وغابت الميدالية الملوّنة عن أعناق أبطالنا وبطلاتنا على رغم فسحة الأمل التي كانت موجودة بإمكانية صعود أحدهم الى منصّة التتويج، لا بدّ من جلسة قريبة للجنة الأولمبية لتقييم المشاركة اللبنانية في الأولمبياد، وذلك بعيداً عن الضجيج المفتعل وبعض "الحرتقات" الإعلامية المشبوهة والمعروفة المصدر والغايات، والتي لم تعد تقدّم أو تؤخّر في مسيرة اللجنة الأولمبية ومسار عملها التصاعدي على رغم الأوضاع المزرية التي يعاني منها لبنان عموماً والقطاع الرياضي بطبيعة الحال.

وفي هذا السياق، يأخذ المصطادون في الماء العكر على رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ قوله حرفياً خلال تقديم البعثة اللبنانية المُشاركة في الأولمبياد عشية سفرها الى اليابان: "إنّ زمن المشاركة لأجل المشاركة قد ولّى، ودخلنا عصر التحدّي، وهو المنافسة من أجل تحقيق ميدالية، وهنا الطموح مشروعٌ طالما لدينا كفاءاتٌ تنافس بعزيمة وإصرار"، فهل في هذا الكلام خطأ أو خطيئة يستحقّ عليها العقاب؟ وهل كان على جلخ أن يقول مثلاً إنّ البعثة ستغادر من أجل السياحة والترفيه و"تغيير الجوّ"؟ وهل سها عن بال هؤلاء أنّ بطلة الرماية راي باسيل وبطل الجودو ناصيف الياس وصلا الى الأولمبياد بمجموع نقاط مستحقّة جمعاها على مدى أشهر طويلة بعرق الجبين، وبدعم مادّي ومعنويّ ورعاية كبيرة ودائمة من إتحادَيهما، وبالتالي كان لديهما فرصة سانحة لتحقيق إنجاز للبنان طال إنتظاره أربعة عقود من الزمن؟

إنّ إخفاق باسيل والياس في الألعاب الأولمبية جاء ثمرة أخطاء شخصية فنّية بحتة، إضافة الى عدم التركيز التام خلال المواجهات التي خاضاها مع كبار أبطال العالم وأقواهم في رياضتَي الرماية والجودو، وليس بسبب تقصير إداريّ كما يُشيع البعض، وبالتالي فإنّ النتائج المتواضعة لا تتحمّل مسؤوليتها اللجنة الأولمبية ولا الإتحادات الرياضية، بل كانت وليدة ساعتها، حيث الظروف المحيطة والعوامل النفسية التي تحكّمت بأبطالنا في وقت الجدّ بدّدت آمال وأحلام اللبنانيين المعلّقة عليهم.


MISS 3