كان يومًا مجرمًا
من عمر بيروت.
بحرها علقمْ
قلبها حجرْ.
وأنتَ تمسح الأرضَ
بجبينك،
تغسل الملحَ
تغسل الموجَ
كي تعودَ في آخرِ النهارْ
برغيفٍ... وشمسٍ
وبيضتين
للطفلين.
وكان العرقُ ينزّ من مؤخّرتك،
فما الذي أعادك إلى المرفأ
قبل انفجار العاصفة؟
***
خدعك الموتُ يا علي.
أغراك بقرشٍ مثقوبٍ
ليوم مثقوبٍ
أكحلْ.لم تعرف
وانتَ الوديعُ كسحابةِ صيفٍ،
كحمامة،
أنّ الرابعَ من آبْ
سيكون فاجرًا
كإعصارٍ
كبركانْ.
جاءنا الطوفانْ
قبل أن تبحرَ السفينة.
جرفَ بيوتنا،
اغتصبَ الجميلة.
انتحر نوح.
***
لم يكن للقمر يومًا هذا الخفوتُ،
هذا التحوّلُ
هذا التململُ
هذه الرائحة
هذه الحشرجة.
بيروت...
يا وردةَ الصبح الشهيّة،
كيف تحوّل القمرُ
إلى رغيفٍ
وبيضتين؟
وصار عليُّ شعبًا
خبزه دمٌ... وقهرُ
وموتٌ يتمدّد
بين مجزرةٍ
ومجزرة؟
