روي أبو زيد

رواد رعد: فلنحوّل 4 آب إلى رافعة للنهوض

6 آب 2021

02 : 00

لحّن رواد رعد أجمل الأغنيات التي ما زالت محفورة في ذاكرة الفنّ الجميل. كما قدّم أخيراً موسيقى أغنية "بيروت ما بتموت". "نداء الوطن" التقت رعد ودار هذا الحوار:

لماذا عمدت الى تغيير الإيقاع في لحن أغنية "بيروت ما بتموت" لهشام الحاج؟

أحاول دوماً إيفاء الكلمة حقّها من خلال وقع موسيقاي وألحاني وضمان تفعيل التوأمة بين القصيدة والنوتة الموسيقية كي لا تغرق الأغنية بالرتابة. إذ لا يمكن أن نقدّم جملة "قومي انفضي عنّك ردم ذلّن" بإيقاع بسيط أو حزين، بل على العكس يجب أن يكون ثوريّاً ومحرّكاً للمشاعر والأحاسيس. يجب إحياء المشهديّة الكلامية من خلال اللحن. لحّنت الأغنية بإحساس عالٍ، خصوصاً أنها تتعلّق بأسوأ حدث مرّ على تاريخ لبنان.

أيمكن ان تلحّن اغنية من دون الإطّلاع على كلماتها؟

نعم، قدّمتُ لحن أغنية "لو غرّبوها" لجوزيف عطيّة وعلى أساسه كُتِبت الكلمات. لكنّ طبيعة اللحن تختلف بين عمل وآخر، إذ لا يمكن وضع لحن على شارة فيلم أو مسلسل من دون معرفة قصّته للغوص فيها وتأليف لحن يشبهها.

طريقة العمل بين أغنية ومسلسل وفيلم مختلفة؟

طبعاً، يختلف الـ"concept" بين موسيقى الأغنية والتصويرية، خصوصاً إن كان اللحن يتماشى مع مشهد كوميدي أو درامي أو حزين أو ثورجي...

ولكن تكمن القوّة في جعل موسيقاك متخطّية لإطار المسلسل أو الفيلم وتُستعمل في أكثر من مناسبة. على سبيل المثال لا الحصر، باتت موسيقى الراحل الياس الرحباني التصويرية الأكثر استعمالاً في الحفلات والمهرجانات والمسرحيات.

هل سبق ان رفضتَ تلحين أغنية ما بسبب مستواها الركيك على صعيد الكلمات مثلاً أو بسبب الفنان المؤدي؟

بالطبع، فأنا "جفص" على الصعيد العملي وأنتقي الأعمال الراقية. أرفض تلحين الكلمات المبتذلة او السخيفة، وفي السياق نفسه أخوض تجربة التلحين لقصائد قريبة من قلوب الجمهور كما فعلتُ في أغنيتي "هلا يمّا" لأيمن زبيب و"أحب الليل" لعاصي الحلاني، حتّى انّ البعض قام بانتقادي على تلحيني "مش عاجبك لون السما بمحيها برجع برسما" معتبرين أنّ الله وحده هو من يفعل ذلك، لكنني بقيت على رأيي.

أحياناً كثيرة استمع الى الفنان وأدائه قبل تلحين أغنية له. أحاول الحفاظ على نجاحي واستمراريتي. أغنية "شو بيشبهك تشرين" لمعين شريف مثلاً ما زالت من الأهم بعد 15 عاماً على إصدارها، فضلاً عن "وينك عني يا حبي" لجو اشقر و"نيالك يا هوا" لعاصي الحلاني وغيرها.

تخرّجتُ من مدرسة الرحابنة وتتلمذت على أيدي هذه العائلة العريقة، ومن هذا المنطلق أنتقي أعمالي كي تعيش وتستمر كأعمال الرحابنة الخالدة التي لا تموت. وبعض أعمالي كأغنية "أهلا لبنانية" لهشام الحاج تحوّل الى "كوفر" لأغنية أجنبية.

ما رأيك بواقع الفن اليوم؟

أغلبية الأغاني التي صدرت أخيراً تضمّنت عبارات حزينة وخالية من الفرح. وبالمقابل أصبحت الأغنية المصرية رمزاً للفرح والإيقاع والحياة بعكس اللبنانية. لكنّ الفنان وائل كفوري قلب الموازين وغيّر بمنحى أغانيه إذ قدّم أغنية "البنت القوية" الناجحة والتي تبث الفرح في قلوب مستمعيها، وكفوري يدرس خطواته جيّداً ما يجعله في الطليعة دوماً في البلدان العربية.

ما هو جديدك؟

أنهيت وضع موسيقاي على "أوبريت" لدولة الإمارات العربيّة المتحدة، كما لحّنت أغنيات عدة لتوفيق تنوري وعامر زيّان وجو أشقر.

كيف تبدّلت حياتنا قبل 4 آب وبعده؟

كان الوضع الإقتصادي يتدهور رويداً رويداً قبل انفجار 4 آب. نحن في حرب إقتصادية كبيرة جداً فضلاً عن الانهيار بسبب الجائحة والإنفجار المفجع. هذا الإنفجار الذي "قطع يدينا ورجلينا". ورغم هول الكارثة تعاون اللبنانيون جميعاً وتعاضدوا. أحدث الإنفجار خضّة كبيرة في حياتنا خصوصاً أنّ مؤسسات كثيرة أقفلت ابوابها وجعلنا ندرك أنّ الحياة هشّة جداً ويجب عيشها بإيمان وإنسانية. لا يجب نسيان الضحايا والشهداء. فلنحول 4 آب الى رافعة للنهوض والحفاظ على الكيان اللبناني السيد والحر والمستقل. نحن أولاد الحياة ولن نسمح يوماً للموت أن ينال منا! و"اللي عمل هالعملة الله لا يوفقو". كيف يمكنه النوم بعد فعلته؟ ولكنّ الحقيقة ستظهر في نهاية المطاف عاجلاً أم آجلاً.

كلمة أخيرة للفنانين؟

كنت أتمنى أن تقدّموا أغنيات فداءً لبيروت و"تصرفو مصاري عليها". كلّكم قادرون ماديّاً على تقديم عمل فني تسجّلون فيه موقفاً واضحاً تجاه هول هذا الإنفجار.


MISS 3