جورج الهاني

غسلُ قلوب بين اللجنة الأولمبية وإتحاد "السلّة"

17 آب 2021

02 : 00

كان لافتاً البيان المشترك الذي صدر عن اللجنة الأولمبية اللبنانية والإتحاد اللبناني لكرة السلة يوم الأربعاء الفائت، والذي طوى مبدئياً صفحة العلاقة المتوتّرة بين الطرفَين منذ إنتخابات اللجنة الأولمبية في شهر شباط الفائت، وما تبعها من منع رئيس اللجنة الأولمبية بيار جلخ من دخول ملعب نادي الشانفيل بإيعاز مباشر من رئيس إتحاد كرة السلة أكرم الحلبي.

في الشكل خرج الرجلان من هذا الخلاف متعادلَين، فجلخ كان يطالب الحلبي بإعتذار علنيّ وصريح، أو على الأقلّ بإصدار بيان يوضح أو يبرّر فيه الخطأ الذي إرتكبه الإتحاد بحقّه في ملعب الشانفيل، وهو ما لم يردْ في البيان المشترك. في المقابل أطلّ الحلبي مرّتين عبر الإعلام ليشنّ هجوماً عنيفاً على جلخ، متوجّهاً الى اللجنة الأولمبية بالقول حرفياً: "لا بدّنا نتعاطى معهم ونتدخّل بشؤونهم، ولا هنّي يتعاطوا معنا ويتدخّلوا بشؤوننا"، فأتى البيان المشترك ليؤكد على الإحترام المتبادل وعلى التعاون المستمرّ بين اللجنة والإتحاد لما فيه مصلحة الرياضة اللبنانية.

أمّا في المضمون فكانت الغلبة في هذا الموقف العقلانيّ للرياضة اللبنانية التي هي اليوم بأمسّ الحاجة الى توحيد الجهود والطاقات من أجل النهوض بالألعاب الرياضية الجماعية والفردية التي تعاني الأمرَّين جرّاء إستمرار جائحة "كورونا" من جهة، وإستفحال الأزمة الإقتصادية والمالية من جهة ثانية. من هنا فإنّ أيّ تقارب أو عملية غسل قلوب قد تحصل بين اللجنة الأولمبية والإتحادات المعارضة لها، أو حتى بين الإتحادات المتباعدة، ستصبّ بالتأكيد في مصلحة الرياضة والرياضيين المُصابين باليأس والقرف والإحباط، والذين يبحثون عن بصيص أمل يشجّعهم على البقاء وإكمال مسيرتهم في الملاعب، لأنّ البديل سيكون حتماً توضيب حقائب سفرهم والبحث عن مغامرة جديدة وحياة كريمة خارج لبنان.


MISS 3