أسامة القادري

البقاع: ملايين الليترات "محتكرة" تمهيداً للتهريب ضبطها الجيش والقوى الأمنية

17 آب 2021

02 : 00

الجيش يُصادر خزانات بنزين في البقاع

أثارت "جريمة" انفجار صهريج التليل عكار، حالة من الاستياء البقاعي الشعبي، لكونهم بقاعيين تعساء كما أبناء عكار وشهداء على عبور صهاريج التهريب المزنرة بأحزمة الموت، وبحماية سلطة جن جنونها بعد قرار حاكم مصرف لبنان الامتناع عن الصرف من الاحتياط، لتتحول جميع كميات المحروقات في السوق اللبنانية الى المخازن والمستودعات، تمهيداً للتهريب بعد رفع الدعم لإبقاء السوق اللبنانية بحالة العطش. في المشهد العام رافق توقيف دعم المحروقات حفلات مجون لأرباب السلطة وتباكيهم، بعدما تحوّل بفعل سياسة التلطي خلف أوجاع الناس الى مزاريب هدر المال العام، مرة بالاحتكار واستمراراً بالتهريب، حتى أصبح "دجاجة تبيض ذهباً" لدى السياسيين وأزلامهم المنتفعين وكارتيلات النفط، فيما المواطن يتلوى ذلاً وقهراً. فجأة وبسحر "القبضة الأمنية" إمتلأت خزانات محطات الوقود في البقاعين الغربي والأوسط بالبنزين والمازوت وأصبحت الكمية كميات تكفي البقاع والبقاعيين لأكثر من اسبوعين، وعادت المحطات الى العمل بحراسة ومواكبة عسكرية بما فيها المحطات التي شهدت منذ بداية الأزمة اقفالاً، فُتحت بعدما تم اكتشاف آلاف الليترات مخزنة منها بخزانات تحت المحطة ومنها خزانات ليست قريبة.

وفي أماكن سرية بعيدة عن الأعين، خبئت بطرق احتيالية لمنع وصول القوى الامنية والعسكرية والمفتشين لمعرفة الكميات المخزنة، كل ذلك بغطاءات سياسية وأمنية فضح أمرها بعد محاولات لفلفة الموضوع لتقليص الخسارة عليهم.

وأكد مصدر أمني لـ"نداء الوطن" أن ما دفع القوى الامنية والعسكرية لأن تقوم بحملات مداهمة على المحطات، هو قرار حاكم مصرف لبنان، فبمجرد أن سُرب القرار حتى أقفلت جميع المحطات ومراكز تعبئة الغاز وتوقفت عن العمل ومعها توقفت الحركة، ظناً منهم أنهم يستطيعون أن يخبئوا ما لديهم من كميات من المحروقات المدعومة الى وقت سريان بدء العمل بقرار رفع الدعم. وقال: "فوجئنا بالكميات الهائلة التي ضبطت في الخزانات، وبالطرق الاحتيالية لمنع وصول المفتشين اليها، تم ضبط ومصادرة محروقات من قبل الجيش والقوى الأمنية خلال أقل من أسبوع ما يقارب الـ30 مليون ليتر، في محطات البقاع وفي صهاريج وخزانات تحت الارض. منها نحو 17 مليون ليتر مازوت، أكثر من 10 ملايين ليتر مجهزة لأن تهرب الى سوريا، و7 ملايين ليتر تباع في السوق المحلي بسعر السوق السوداء، وحوالى 13 مليون ليتر بنزين في غالبية محطات البقاع، والتي أجبر أصحابها على بيع ما لديهم للمواطنين بالسعر الرسمي"، وتابع المصدر أن التهريب في هذه المرحلة الفاصلة مع اقتراب رفع الدعم تراجع بنسبة كبيرة لعدم قدرة الصهاريج السير على الطرقات بسبب غضب الناس، ولكي لا تنكشف المخابئ، وأوضح المصدر أنه ما زالت هناك كميات ضخمة مخبأة، ولدينا تبليغات عن وجود العشرات من هذه الخزانات نقوم بعمليات المداهمة تباعاً وليس مرة واحدة لكي لا تتعقد الأمور، ولفت المصدر أنه مجرد العثور على خزانات كبيرة تجري اتصالات من قيادات حزبية ومن وزراء لتخفيف الخسارة على "المحتكر"، وتبين أن بعض الخزانات الضخمة منها تم إستئجارها وإعدادها على حساب متمولين سوريين يعملون في مجال التهريب ويشترون المحروقات في سوريا. ومنها تعود لنافذين سياسيين ومقربين من قيادات أحزاب وتيارات سياسية.

وكشف المصدر أن هذه الخطوة مستمرة وبعد أن لاقت ارتياحاً شعبياً ستعمد القوى الأمنية والجيش على توزيع المحروقات، بنزين ومازوت، مجاناً على المواطنين بحال تم ضبط مخازن ومحطات تخزن كميات تفوق حاجتها الاسبوعية. فهذه الخطوة كان بدأها في البقاع "ثوار ثعلبايا" في البقاع الاوسط، من خلال قيامهم بكبسات على المحطات "وقياس الخزانات" ليتبين أن العديد من المحطات تخزن البنزين، فعمدوا على فتحها أمام المواطنين لتعبئة خزانات سياراتهم بالسعر الرسمي طيلة ساعات اليوم. باسم ثوار تعلبايا أكد ملحم الحشيمي لـ"نداء الوطن" أن هذه الخطوة كنا بدأناها منذ بداية احتكار المواد الغذائية المدعومة في مستودعات السوبرماركت، وكذلك بموضوع حليب الاطفال"، وقال: "منذ أن دخلنا أزمة انقطاع المحروقات ونحن نقوم بكبسات على بعض المحطات في المنطقة، وللأسف كان أصحاب بعضها يتهجمون علينا ويحاولون اختلاق مشاكل، ويصفوننا بالزعران الا أن صوت الفقراء والمحتاجين والاطفال كان يعطينا القوة"، وتابع: "أثناء قيامنا بقياس خزانات احدى المحطات المقفلة كلياً، وجدنا فيها كمية من المازوت كبيرة جداً، عمدنا على فتحها وتطوعنا على بيع ما فيها، وقمنا بتسيير العمل فيها على مدار ثلاثة ايام، وسلمنا ثمن كل ما بعناه لصاحبها وتركناها بعهدة الجيش والقوى الأمنية. وختم: "الجشع عند غالبية التجار، يأكلون من لحمنا ومن قوت اولادنا، يجب ألا نسكت لان سكوتنا يقويهم ويزيدنا ضعفاً فيما هم يسرقوننا، سنستمر بملاحقة المخالفين وتجار الازمات".

وناشد الأهالي الجيش والقوى الأمنية تنظيم حركة السير ومواكبة المحطات التي تريد ان تفتح امام الزبائن، وذلك لأن المواطنين المنتظرين ساعات مهددون بالمشاكل من قبل بعض الاشخاص الذين يعتمدون على الفوضى والعنف على حساب وقت المواطنين.


MISS 3