القضاء بعين واحدة في الجميزة... "قوات" ولا "مولوتوف"

02 : 05

يبدو ان السلطة لم تأنف من تكرار ممارساتها الممجوجة ضد معارضيها وكل من تسول له نفسه حماية نفسه من ممارساتها والدفاع عن ناسه وممتلكاته، مستخدمة أدواتها في القضاء لتنفيذ مآربها، ماضية في النظر الى اللبنانيين بعينين والكيل بمكيالين. وفي جديد مآثر هذه السلطة هو اقدامها على توقيف رودريغ ت. وتوفيق م. على خلفية اشتباكهما مع الاخوين المناصرَين في الحزب الشيوعي (بقيادة حنا غريب) المدعوين جاك وجوني بركات، في منطقة الجمّيزة في ذكرى 4 آب، اثر اشكال بينهم. والخطوة التي اثارت الاستغراب لدى كثيرين، تجلّت في مسارعة المدعي العام زاهر حمادة الى فتح التحقيق، وانضمام لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين اليه بصفة الادّعاء الشخصي، واعتبارها "أنّ القضية هي قضية رأي عام" وادعائها على حزب "القوّات اللبنانية" والتحقيق مع رئيس مركز "القوّات" في الجمّيزة أنطوان عويس. وقد فات السلطة والمدعي العام ولجنة المحامين ان كل الوقائع المعززة بالدلائل والصور والفيديوات لطالما اظهرت اعتداءات الشبيحة على المنتفضين والثوار السلميين في خيم وسط بيروت، قبل احراقها وازالتها، وعلى المتظاهرين على جسر الرينغ وغيرهم، كما تظهر الوقائع ان حلفاء الشبيحة هم انفسهم الذين دخلوا الى الجميزة دخول "الفاتحين" والى الاماكن الآمنة، متسلّحين، ليس فقط بالحجارة التي استخدموها في هجومهم على الناس الآمنين في حي فرعي، بل ايضا بـ"المولوتوف" الذي لم يره المدعي العام ولا هيئة المحامين، علماً ان من يكون في حوزته مولوتوف يعني انه كان يتقصّد التخريب، وهذا دليل واضح وثابت على ان المجموعات الحزبية التي دخلت الجميزة عن سابق تصور وتصميم لافتعال اشكال بالنيابة عن غيرهم، قصدت حرف الانظار عن ذكرى 4 آب والحشود الشعبية في هذا النهار، وحرف الاهتمام عن المطالبة بالمضي في التحقيق ودعم جهود المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. وبالتالي، لا يمكن لمن في حوزته "مولوتوف" ادعاء العفة واللجوء الى القضاء لادانة من دافع عن نفسه ولا يمكن لنيابة عامة المجاهرة بالانحياز من غير ان تصاب بالارتياب..


MISS 3