جاد حداد

The Informer... مألوف ومخيّب للآمال!

30 أيلول 2019

09 : 48

لكل فيلم نقطة تحوّل معينة، أي اللحظة التي نقع فيها تحت سحره أو نستسلم ونتذمر من مساره. The Informer (المخبر) خير مثال على الحالة الثانية! يبدأ الفيلم بأسلوب قوي ومدروس، لكنه ينتهي بجو خانق ومضطرب لأقصى حد.

يؤدي جويل كينامان دور "بيت كوسلو"، عضو في عصابة مخدرات بولندية يناضل لتصويب مساره وتصحيح ماضيه الإجرامي. فيعمل مع "مكتب التحقيقات الفدرالي" ويُكلَّف بجمع معلومات تربط رب عمله "كليميك" بتجارة مخدرات في نيويورك، ويسترجع حريته في النهاية تحت حماية الشرطة.

بعد الإخفاق في إحدى العمليات وقتل شرطي متخفٍّ، تصبح سلامة "كوسلو" وعائلته مهددة فيما تحارب العصابة لتوسيع نطاق عملها، وتبذل شرطة نيويورك قصارى جهدها للقبض على قاتل الشرطي، ويسعى "مكتب التحقيقات الفدرالي" إلى إبعاد نفسه عن العملية.

يرتكز The Informer على مقاربة بسيطة ويسهل أن نشاهده بلا مشكلة، لكنه لا يترك أي انطباع دائم. حتى أنه يقع في الأخطاء التي ترافق تحويل أي كتاب إلى فيلم، فتنتقل القصة من مشهد إلى آخر بإيقاع بطيء ولا تطرح أحداثاً متماسكة ولا تُطوّر الشخصيات على الشاشة بقدر ما يفعل الكتاب الأصلي.

هذه المقاربة كفيلة بجعل الفيلم متوقعاً للأسف، فلا تبقى إلا أجزاء بسيطة من الجو العام للقصة بعد تعديل الأحداث المأخوذة من المصدر الأصلي. يجسّد بطل القصة مثلاً دور رجل عميق التفكير له ماضٍ عسكري وحاضر إجرامي. يستفيض الكتاب باستكشاف هذا الجانب، لكن تبدو الشخصية على الشاشة مألوفة وتشبه الأبطال الأشرار النموذجيين، على غرار توم كروز بدور "جاك ريتشر" وجميع أدوار ليام نيسون في آخر 10 سنوات.

كذلك، يؤثر تقليص المحتوى الأصلي على مواضيع مهمة في القصة، إذ تنكشف الخيوط التي تربط مختلف الأحداث بسرعة ومن دون سياق مقنع. تبدو اللقطات الأولى واعدة، لكن تقتصر المشاهد اللاحقة على عبارة واحدة! الفيلم ليس عميقاً بطبيعته، لكنه لا يُميّز نفسه عن أفلام التشويق السابقة.

باستثناء بعض اللكنات الشائبة ("شائبة" ألطف تعبير يمكن استعماله!)، يتماشى الأداء التمثيلي مع هذا النوع من الأفلام. ما من أداء لافت، لكنّ التمثيل مقبول عموماً. يبدو كينامان عنيداً ومستعداً للقتال لأقصى حد، لكن من الواضح أنه يبذل قصارى جهده على الأقل. أما الممثلون الآخرون، بدءاً من روزاموند بايك وصولاً إلى كلايف أوين، فيبدو أنهم يشاركون بكل بساطة لتلقي أجورهم.

في النهاية، يمكن اعتبار The Informer مخيباً للآمال بدرجة معينة كونه يستوحي أفكاره عن غير قصد من أفلام أخرى بدل ابتكار مواضيع جديدة أو حماسية. صحيح أن المشهد الأول يجذب الانتباه، لكنّ نقطة التحول الحقيقية تبدأ بعد 30 دقيقة تقريباً... لحظة يحاول كلايف أوين إتقان اللكنة الأميركية!