بشارة سماحة

وزير "عالورق"

18 أيلول 2021

02 : 00

أما وقد تسلّم الوزير الجديد للشباب والرياضة، الدكتور جورج كلّاس، مهامه رسمياً، سؤال وحيد يطرح نفسه: ماذا سيقدّم الدكتور المثقف والناجح الآتي من عالم الاعلام والتوثيق من إضافة الى الوزارة والى الشباب والرياضيين عموماً؟

الجواب واحد: لا شي طبعاً. خصوصاً أن المدة الفاصلة بين تشكيل هذه الوزارة والانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي حلّ الحكومة، لا تتعدّى الثمانية أشهر، وهي مدة قصيرة نسبياً للعمل في الوزارة.

نحن لا نقلل من احترامنا للوزير الجديد، أو لـ"قدراته" الرياضية حتماً، ولن نسأل كما سأل الكثير من المهتمين "شو بيفهّمو بالرياضة؟".

ربما أن القيمين على مقدّرات تشكيل الحكومات، منذ زمن بعيد وحتى اليوم، لا يريدون وزيراً "بيفهم بالرياضة" في أهم الوزارات وأكثرها استقطاباً للشباب والرياضيين، وهم أمل لبنان، تماماً كما فعلوا في معظم الحقائب التي تسلّمها اشخاص غير مناسبين.

من "طبيب الاسنان" أوّل وزير لأوّل وزارة للشباب والرياضة في لبنان، مروراً بـ"المير" أو "الأفندي"، وصولاً الى كلّاس، من دون ان ننسى آلان طابوريان وأحمد فتفت وعلي العبدالله وعبد المطلب حناوي ومحمد فنيش، الى الوزيرة التي سلّمت الشعلة أخيراً فارتينيه أوهانيان، بربّكم هل ترك أحد من هؤلاء بصمة ايجابية ما، في هذه الوزارة، مهما كانت المدة التي تسلّموها فيها؟.

طبعاً لا. وحتى لو أراد الدكتور كلاس ان يتمايز عن غيره ممن سبقوه، فإنه لن يجد الوقت الكافي للعمل.

ومما لا شكّ فيه أن الوزير الجديد سيسعى، بعد الاستعانة بخبرات المدير العام للوزارة ولـ"جيش" المستشارين فيها، الى أن يترك أثراً ضئيلاً في وزارته، مهما كان، لئلا يقال عنه انه مثل بعض من سبقوه، كان وزيراً "عالورق".


MISS 3