إختارت "Art in Motion" الجمعية غير الربحية التي تهدف إلى إقامة حوار ثقافي من خلال الفن، اطلاق معرض "بين الظلّ والنور" للنحات أناشار بصبوص، الذي افتُتح عصر أمس (ويستمر حتى 8 تشرين الثاني) في كروم إكسير بجرود البترون.
تستقبلك الكروم المزروعة بحرفية يدوية ليعكس النبيذ نقاء ونضارة الجبال اللبنانية وثراءها، فتتنشّق عطر التراب الممزوج بأوراق ذهبيّة تبشّر بشتاء واعد يتغزّل بعناقيد عنب، ستولد بعد أشهر لتشكّل نبيذاً راقياً وإكسيراً يبثّ الفرح في كلّ من يرتشفه.
على الاثر، عرضت "Art in Motion" منحوتات ثماني صُمّمت خصيصاً لرفع الظلام عن لبنان، فجال محبّو الفنّ في الكروم خلال حفلة الافتتاح، متأملين المنحوتات والمعاني المخبأة في كل ضربة إزميل على وقع الأنغام الرائعة لـDJette، متلذذين بمشروباتهم على مغيب الشمس. وتصادفك منحوتات دائريّة حملت في طيّاتها معاني دفينة أراد بصبوص من خلالها إعادة إحياء الحجر والحديد، وجعل الجماد ينطق رسالة أمل وحبّ وتجدّد كما أشار لـ"نداء الوطن" مضيفاً: "نقاوم وننشر مبدأ حب الحياة من خلال إنتاجاتنا الفكرية"، مشدداً على أنّ "الفن والثقافة هما السلاحان الوحيدان المتبقّيان لنا للإستمرار حتى في أحلك الظروف".
أمّا بالنسبة للإرث الثقافي الذي ورثه عن والديه والتجدد الفكري، فيقول بصبوص إنه "لا يمكن أن نحمل إرثاً فنيّاً من دون التمسّك بسمة التجدد. ودوري اليوم يبقى بالإهتمام اللوجيستي والفني بأعمال والدي الراحل ميشال بصبوص والحفاظ على انتشاره ثقافيّاً. لكنّ هذا الدور منفصل عن متابعة أعمالي الفنيّة ومنحوتاتي".
وتابع حديثه شارحاً عن منحوتات المعرض قائلاً: "تلاحظون أنّ الصدأ موجود على بعض من منحوتاتي، فالحديد مادة حيّة وتتأثّر مع العوامل الخارجية والداخلية لتضحي مضارعة لورقة العريش المتغيّر لونها. أردت مقابلة منحوتة الحديد وسهل الكرمة الموجود في إكسير. فرض المكان نفسه في ظلّ ريف خريفيّ وطبيعة لبنانية تبشّر بالأمل". ويضيف: "أما النفق الذي يقودنا الى المعصرة فقد تجلّت فيه منحوتات ذات طابع "ظلّ ونور"، إذ سنلمس لمس اليد علاقة المنحوتة بالضوء وما تطرحه من صور إبداعيّة في انعكاساتها". ولفت الى أنّ "كل ضربة إزميل هي محاولة لإزالة الظلام من داخل نفوسنا التعيسة. ومن كل طيّة من طيّات المنحوتة ينبثق نورٌ قوي هدفه إعادة الحياة إلى المجتمع اللبناني". ويختم قائلاً: "منحوتاتي اليوم هي تذكير بأن الصخور، لو مهما كانت صلبة، ستولّد منحوتة جميلة في نهاية المطاف".
بدورها، لفتت مؤسِّسة "Art in Motion"، والقيّمة على المعرض رانيا طبّارة إلى أنه "آن الأوان كي نتخلّى عن مآسينا ونتذكّر أننا شعب الصمود والشجاعة"، مضيفةً: "سيعيد بين "الظلّ والنور" الأمل إلى المجتمع وهدفنا إعادة ترسيخ إيماننا بالمستقبل".
