بينما تفعّلت المساعي الدولية بقوّة لعودة المتحاورين إلى طاولة "محادثات فيينا"، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من القدس أمس من أن العالم دخل "مرحلة حاسمة" في ما يتعلّق بمستقبل ملف إيران النووي. وفي هذا الإطار، رأى بينيت خلال مؤتمر صحافي عقده مع ميركل أن برنامج إيران النووي دخل المرحلة الأكثر تطوّراً في تاريخه، محذّراً من أن طهران خلال السنوات الثلاث الأخيرة أحرزت "قفزة هائلة" في قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وقال: "العالم ينتظر والإيرانيون يُماطلون وأجهزة الطرد المركزي تواصل الدوران"، معتبراً أن القبول بتحوّل إيران إلى دولة على عتبة الحصول على ترسانة نووية سيكون بمثابة "وصمة عار على جبين العالم الحر" و"سيُشكّل خطراً على السلام في العالم".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "وقوع سلاح نووي في يد مثل هذا النظام المتشدّد والعنيف، سيُغيّر صورة المنطقة والعالم"، مشيراً إلى أن "ذلك بالنسبة إلينا ليس تحدّياً إستراتيجيّاً بل تحدّ وجودي". كما رأى أنه "لا جدوى في محاولات مهادنة إيران لأنّها ترى في ذلك مؤشّر ضعف".
وأردف بينيت: "نحن في إسرائيل منشغلون في الأفعال ونتصرّف ضدّ إيران على كافة الأصعدة، بما في ذلك كبح محاولاتهم يوميّاً لنشر الأسلحة عبر منطقتنا بكثافة"، فيما رأت ميركل أن المحادثات النووية دخلت "أسابيع حاسمة"، محذّرةً من أن "طهران تُواصل تخصيب اليورانيوم كلّ يوم يمرّ من دون إتفاق".
وقالت ميركل: "نُريد توجيه رسالة لا لُبس فيها إلى إيران بأنّه يجب عليهم العودة بسرعة إلى طاولة المفاوضات". ودعت إلى تفعيل انخراط القوى الكبرى في المساعي الرامية إلى دفع إيران للعودة إلى طاولة الحوار في فيينا، معتبرةً أنها ترى في هذه المسألة مسؤولية لروسيا والصين.
كذلك، أكدت ميركل أن "قضية أمن إسرائيل ستكون دائماً ذات أهمّية مركزية ومسألة محورية لأي حكومة ألمانية"، وذلك بمناسبة زيارتها الوداعية للدولة العبرية قبل انسحابها من الحياة السياسية بعدما أمضت في الحكم 16 عاماً.
ووضعت ميركل التي كانت ترتدي بزة سوداء إكليلاً من الزهر عند النصب التذكاري لمحرقة اليهود "ياد فاشيم". وكتبت في دفتر زوّار الموقع أن كلّ زيارة إلى هذا النصب "تؤثر فيَّ كل مرّة من جديد". وأضافت أن "الجرائم الموثقة هنا ضدّ الشعب اليهودي هي تذكير دائم بالمسؤولية التي نتحمّلها نحن الألمان، وتحذير".
من جهته، وصف بينيت الذي استضاف المستشارة الألمانية طوال النهار، ميركل بأنها "ضمير أوروبا" وبوصلتها الأخلاقية، مشيداً بدعمها لإسرائيل، وأكد أن العلاقات بين البلدَيْن باتت في عهدها "أقوى من أي وقت مضى"، معتبراً أنها "صديقة حقيقية لإسرائيل".
وحول حلّ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، قالت ميركل: "قد نختلف حول ما إذا كان ينبغي أن يكون هناك "حلّ الدولتَيْن" مع الفلسطينيين، لكنّني أظنّ أننا متّحدون في شأن الرؤية القائلة بأنّه على الأمد الطويل يجب أن تكون هناك دولة إسرائيل يهودية ديموقراطية"، بينما جدّد بينيت معارضته لقيام دولة فلسطينية، مؤكداً أنها "ستُصبح على الأرجح دولة إرهابية على بُعد 7 دقائق من منزلي".
توازياً، كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي مساء السبت أن إيران تملك أكثر من 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة.
