مايا الخوري

أندريه ناكوزي: نحتاج لنفضةٍ حقيقية لتحقيق الدولة العادلة

15 تشرين الأول 2021

02 : 00

بعد سلسلة من الأدوار الدرامية الناجحة، قدّمت الممثلة اللبنانية أندريه ناكوزي أخيراً دور "ثريا" بطلة أولى حلقات المسلسل الإجتماعي التوعوي "شهر 10" ( تأليف وليد زيدان، إخراج رندا علم، إنتاج شركة "روش" العالمية الرائدة في مجال الأدوية والتشخيص بالشراكة مع جمعيات دعم المرضى، ومنها الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، والجمعية العراقية لمكافحة سرطان الثدي والشركة المنفّذة 2 souls production) الذي يعرض عبر MBC4 ومنصّة "شاهد". عن شخصية "ثريا" ودور الفنان التوعوي ومسار الفنّ حالياً، تحدثت إلى "نداء الوطن".

كيف تصفيــن "ثريا" أولــــــى شخصيـــــات مسلسل "شهر 10"؟

تعاني ثريا من الوسواس القهري اللاإرادي لذلك تعيش في خوفٍ مفرطٍ من مرض سرطان الثدي، علماً أن كثيرين ممن لا يعانون من الوسواس، يخافون أيضاً من الإصابة خصوصاً إذا عانى أحد أفراد العائلة سابقاً من مرض مشابه. حاولنا من خلال "شهر 10" التوعية حول المرض وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات الدورية اللازمة للكشف المبكر.

هل يساهم المسلسل الدرامي بتحقيق توعية أكبر مــــن الوسائـــــل التقليديـــــة كالإعلانات؟

لو إعتمدت الوسائل التقليدية في التوعية كالإعلانات التلفزيونية أو الإعلانات المصوّرة على الطرقات، لما أثّرت في الجمهور كما يفعل المسلسل الدرامي المعروض عبر المنصات مثل "شاهد" وغيرها، وعبر المحطات الفضائية والمحلية. "شهر 10" مسلسل إجتماعي ودرامي، في إطار مهني، علمي وتوعوي بإشراف طبّي.

هل تختلـــف أدوات تحضيــــــر شخصيـــــة مماثلة عن أي شخصية درامية عادية؟

عندما أحضّر شخصياتي بشكل عام أحاول تجسيدها بواقعية تشبه الناس وتلامس أحاسيسهم ليصدّقوها. إستشرت معالجتين نفسيتين لأستفسر عن سلوكيات من يعاني من الوسواس القهري لأقدم الدور بطريقة دقيقة من دون إضافة أو نقصان بتنسيق وإشراف من قبل المخرجة رندا علم.

هل لديك هواجس أو مخاوف تجاه هذا المرض؟

تتخوّف أي إمرأة أو صبية من الإصابة بهذا النوع من الأمراض خصوصاً بعد تسجيل إصابات هائلة في مختلف أنواع السرطان في لبنان. شخصياً، خسرت عمّتي، لذا أنصح النساء بعدم إهمال هذا الموضوع والخضوع للفحوصات الدورية اللازمة للإطمئنان.

شاركت في حملة "كفى" الداعية إلى تجريم التحرّش، إنطلاقاً من ذلك، كيف تقيّمين واقع المرأة اللبنانية حالياً؟

إزدادت الضغوط على المرأة اللبنانية خلال العامين المنصرمين، حيث سمعنا أخباراً كثيرة عن حالات تعنيف وقتل، فيقدّم الرجال أعذاراً غير مقبولة وتبريرات تصبّ في إطار الذكورية. لا يحقّ لأي رجل التعرض للمرأة مهما كان السبب، وحده القانون قادر على تأمين الحماية وتجريم الأفعال المماثلة.

ما سبب إلتزامك الدائم في النشاطات الفنية التي تصبّ في إطار التوعية؟

أرفض اللاعدالة والتسلّط والتعنيف تجاه المرأة والطفل، لذلك لا يمكنني السكوت عن القضايا الإنسانية المماثلة. برأيي، من واجب الفنّان لأي قطاع إنتمى، تسليط الضوء على هذه الأمور والمشاركة في الأنشطة التوعوية الهادفة ودعمها خصوصاً أنه مؤثر في المجتمع. من جهة أخرى، نلاحظ إهتمام الجيل الصاعد بالقضايا الإنسانية ورفضه للعنف، لذا آمل أن يتحقق التغيير الفكري بفضله، لأنه من غير المسموح السكوت عن هذه الجرائم في المجتمع.

كيف تقيّمين مسار المسرح والسينما والتلفزيون في ظلّ الأزمات المتتالية على البلد؟

لعلّ المسرح أكثر قطاع فنّي متأثّر بسبب الأزمات خصوصاً بعد إنطلاق الثورة وتفشّي "كورونا"، وإنهيار الإقتصاد، وإنفجار المرفأ الذي دمّر صالات عدّة في بيروت. طالما نعيش في فترة دقيقة جداً لا نُحسد عليها، حيث نطالب بالعدالة فيما يقف البلد على حافة الإنهيار بسبب الأزمة الإقتصادية المستمرّة، يجد المسرحي صعوبة في إختيار الموضوع المناسب للمعالجة، فيفضّل الإنتظار ريثما تتغيّر الأحوال. أمّا على الصعيدين الدرامي والسينمائي، فقد استمرّ تصوير الأعمال بفضل جهود المنتجين ونضالهم، رغم الصعوبات التي تواجه فريق العمل لناحية تأمين المحروقات للتنقّل ولإضاءة مواقع التصوير. برأيي، الفن والبلد مترابطان، عندما ينهض الأوّل، سينهض الثاني حتماً.

أندريه ناكوزي متوسّطة جان دكاش ولما مرعشلي



إلامَ نحتاج برأيك للنهوض في الوطن؟

لا نعيش حالياً في دولة ووطن، لأن شعبنا مدّمر نفسياً ومعنوياً ومادياً. لو كانت الدولة موجودة فعلاً لما عانينا من تلك الأزمات. تتحكّم فينا منظومة رافضة للرحيل، لا بل قابضة على عنق المواطنين كالأخطبوط. نحتاج إلى نفضة حقيقية لتتحقق الدولة العادلة، على يد مسؤولين يمثلوننا فعلاً، يحسّنون البلد وينقذونه من المرحلة الصعبة التي نعيشها.

هل تثقين بقدرة الإنتخابات على تحقيق هذا التغيير؟

أتمنى تحقيق التغيير عبر الإنتخابات من خلال تقدّم أشخاص وطنيين يشبهوننا قادرين على تمثيل الشعب. برأيي، لم يعد الشعب هو نفسه بعد كل ما مررنا فيه، حيث نرى تخلي كثيرين عن أحزابهم وزعمائهم، خصوصاً أولئك الذين خسروا أولادهم ومنازلهم وأرزاقهم بسبب الإنفجار. صحيح أن إنفجار المرفأ كفّ موجع بحقّ لبنان، لكنّه جعل الكثيرين واعين لضرورة التغيير. من جهة أخرى، أتأسّف لإستمرار تبعية بعض اللبنانيين للزعماء الذين لم يقدّموا خيراً لوطننا.


MISS 3