أشار نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى "الاستياء الكبير من بعض وسائل الاعلام التي تحاول أن تبث الاخبار الكاذبة والتي تضر بالاقتصاد اللبناني، خصوصاً في موضوع العملة، حيث كثرت الشائعات التي تطاول استقرار العملة، فلا يمكن لأي لبناني أن يقبل بانهيار عملته من وراء هذه الشائعات".
هذا الاستياء الكبير نقله الكعكي بعد لقائه وزير الإعلام جمال الجراح على رأس وفد من نقابة الصحافة، لكن الوزير المعني بالدفاع عن الصحافة والإعلام لم يعبّر عن استيائه الكبير من "قمع الحريات"، بل تحدث مع الوفد عن التعرض للرؤساء، وقال الكعكي: "التعرض للرؤساء الثلاثة تحدثنا به وهو أمر مرفوض، فهؤلاء الرؤساء هم رمز للبلاد والتعرّض لهم هو تعرّض لرمز البلاد".
وتابع: "شدّد الوزير الجراح على ضرورة ان نبرز الاشياء الجميلة في البلد، فلبنان من أجمل بلدان العالم، فلماذا الاساءة وإبراز موضوع النفايات وزحمة السير مثلاً؟ فالاعلام يتحمل هنا جزءاً كبيراً من المسؤولية لجهة إلقاء الضوء على السيئات، فلماذا لا يسلط الضوء على الاشياء الايجابية والجميلة؟". واعتبر أن "أهم ما قاله وزير الاعلام انه يضع المسؤولية على الجميع، ليس على الاعلام فقط بل على الوزراء والنواب وبعض السياسيين، وقد كان عادلاً في هذا الطرح".
والسؤال: هل كلام وزير الإعلام يعني أنه يريد من الصحافة أن تتوقف عن دورها كسلطة رابعة مراقبة وأن تطبّل وأن تشارك السلطة في إبعاد النظر عن السلبيات؟
ومقابل كلام الجراح كان الصوت الحقيقي دفاعاً عن وسائل الإعلام يخرج من نادي الصحافة الذي أكد في بيان أن "وسط الأزمات المالية والاقتصادية والتوترات السياسية، حاولت جهات تحميل المسؤولية للاعلام والإعلاميين. إن نادي الصحافة وإزاء ما تقدم يؤكد أن تحميل الاعلام وزر أخطاء السياسيين والمسؤولين هو إغراق في تلك الأخطاء، فالإعلام مرآة الأحوال، علماً أنه يلتزم غالباً الرقابة الذاتية ويتحفظ في الكشف عن الكثير من الامور، حرصاً على الوحدة الوطنية وعلى المصلحة العامة وتمسكاً بالحد الادنى من المناقبية واحتراماً للمقامات". وشدد النادي على أن "لا شيء ينقذ لبنان الا الحقيقة، وما نتوقعه من اهل الحكم والحكومة هو البحث الجدي عن أسباب الازمات المتراكمة والانصراف الى معالجة تلك الاسباب، لا الى محاولة احتواء التداعيات وجعل الصحافة والاعلام في موقع الاتهام والشبهة".
