"القوّات" ليست العنوان الصالح لتوجيه الاتهامات زوراً

كيروز لنصرالله: الكلام على تاريخ "حزب الله" في حماية المسيحيّين بوجه "داعش" مزحة ثقيلة

02 : 00

قوّة الحقّ في منطق التاريخ تتفوّق على حقّ القوّة

تعليقاً على الكلمة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله سجّل النائب السابق ايلي كيروز ملاحظات عدّة كما يلي:

أولاً: تأتي كلمة الأمين العام كتتويج لحرب الاتهامات الظالمة بحق "القوات اللبنانية" ورئيسها. انّ السيّد نصرالله يمارس وللأسف وبصورة مباشرة الشحن والتحريض على "القوات" وسمير جعجع. وتعكس كلمته نهجاً غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية وتخالف أبسط أصول التخاطب السياسي.

ثانياً: انّ الكلام على تاريخ "حزب الله" في حماية المسيحيين في وجه "داعش" هو مزحة ثقيلة. انّ المسيحيين في لبنان لم يكونوا يوماً وفي أي لحظة من تاريخهم ولن يكونوا في حاجة الى حماية أحد ويعرفون تماماً كيف يدافعون عن أنفسهم وحريتهم وكرامتهم. أما "داعش"، فإن صورة الباصات المكيّفة التي وضعها الحزب في تصرّفهم لا تزال حاضرة في أذهان الناس.

ثالثاً: انّ التوجّه الى المسيحيين في لبنان لا يحجب حقيقة الخطر الذي يمثله "حزب الله" بسلاحه وعقيدته الفقهية على لبنان التعدّدي والحرّ وعلى المسيحيين. انّ المسيحيين في لبنان كانوا دوماً روّاد الحرية في هذه البقعة من العالم وقد رفضوا دائماً الذمّية وسائر خيارات الحماية.

رابعاً: ان اتهام سمير جعجع بشتّى النعوت لا يلغي في الوجدان المسيحي الصافي أنّ سمير جعجع هو رجل القضيّة اللبنانية ورجل المبادئ والنضال وهو رمز من رموز المقاومة اللبنانية والمدافع الأبرز عن خيار الدولة السيّدة العادلة والنظيفة.

خامساً: انّ "القوات اللبنانية"، وعلى عكس مختلف الاتهامات المغرضة، لم تصنع يوماً الحرب في لبنان بل انّ الحرب قد فرضت عليها فجعلت منها مقاومة لبنانية شاملة كما وضعتها في مواجهة الاحتلالين الفلسطيني والسوري ومختلف مشاريع السيطرة الخارجية على لبنان. لقد نشأت "القوات اللبنانية" في قلب الحرب كجواب على غياب الدولة اللبنانية وانهيارها بمؤسساتها الدفاعية والأمنية كلّها. انّ "القوات" تواجه اليوم بالموقف والكلمة ومع جميع السياديين المشروع الايراني في لبنان الذي بدأ بالتسلل الى لبنان منذ العام 1982 وبالتواطؤ مع الرئيس السوري حافظ الأسد.

سادساً: انّ التهديد بمئة ألف مقاتل مع سلاحهم، في استعراض للقوّة العمياء، لن يخيف اللبنانيين ولا المسيحيين ولا "القوات اللبنانية" لأن قوة الحقّ في منطق التاريخ تتفوق على حقّ القوّة. وسيبقى لبنان الذي دافعت وتدافع عنه "القوات اللبنانية" وطناً لجميع اللبنانيين الأحرار وستبقى "القوات" أقوى من كلّ مشاريع الهيمنة والسيطرة والالحاق.

سابعاً: انّ "القوات اللبنانية" ليست العنوان الصالح لتوجيه الاتهامات زوراً، فالمتهم الرئيسي في الكثير من ملفات العنف والقتل ومنع الرأي المختلف هو "حزب الله" الذي توسّل القوة في محطات عنف عديدة بدءاً بـ 7 أيار في بيروت والجبل، مروراً بالتعرّض للبنانيين الذين ثاروا في 17 تشرين وبحادثة خلدة وصولاً الى الاعتداء الأخير على عين الرمّانة...

ثامناً: انّ من حفل تاريخه بالعنف والقتل والاغتيالات مدعو الى ممارسة شيء من التواضع والتخلّي عن الاستكبار والعودة الى حدّ أدنى من المنطق. فالعدد وكثرة السلاح لم يشكّلا يوماً العامل الحاسم في الكثير من الحروب والانتصارات عبر تاريخ البشرية.

تاسعاً: أدعو "حزب الله" الى التعقّل ومراجعة أدائه ومقاربته للشأن اللبناني فيعود من تغرّبه الفكري والسياسي الى الفكرة اللبنانية والى المفاهيم اللبنانية الخالصة لاسيّما وأنه يتحمّل مسؤولية الانهيارات المتتالية في لبنان على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بسبب خياراته الداخلية والإقليمية وتوريط لبنان في الصراعات الخارجية.

عاشراً: أختم بقول معبّر للإمام علي بن أبي طالب: اذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه، فإعرف أنّ نهايته محتومة، واذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومته فإعرف أن انتصاره محتوم".


MISS 3