فيما تكبر الازمة مع دول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً بفِعل تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي الاخيرة ورفضه الاستقالة ودعمه من "حزب الله" والتهديد بأن استقالته قد تطيّر الحكومة، ومراوغة السلطة في المعالجة، تتواصل جهود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبثاً، لاحتواء التصعيد، وحفظ ما تبقّى من ماء وجه حكومته. ولهذه الغاية، عقد في اليوم الاول لمشاركته في "مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الازمة التي يمر بها.
ماكرون
وفي هذا الاطار، اجرى ميقاتي مساء امس محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي حرص على تمديد الاجتماع اكثر من مرة رغم انشغالاته، معبّراً عن تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي.
ميركل
كذلك اجتمع ميقاتي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. واكدت ميركل استعداد المانيا لدعم لبنان في كل المجالات، واعطت توجيهات فورية الى مستشاريها للنظر في المطالب اللبنانية لا سيما في مجال البنية التحتية ومواكبة مسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي وملف النازحين السوريين. وأكدت حرص المانيا على دعم استقرار لبنان واستعادة عافيته.
أمير قطر
وكان ميقاتي التقى امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي اكد انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الازمة اللبنانية - الخليجية. وشكر ميقاتي لأمير قطر "موقفه الدائم الداعم للبنان".
كذلك اجتمع مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، واكد خلال اللقاء "حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون".
بدوره اكد رئيس وزراء الكويت "حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي". وشدد على"ان لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية".
وبحث ميقاتي مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم اسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الاوروبية. وبحث مع رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال في دعم الاتحاد الاوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.
صندوق النقد
وعقد اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا شارك فيه وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. وأكدت جورجييفا عزم صندوق النقد الدولي على مساعدة لبنان للنهوض من ازمته الحالية، واعتبرت ان خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب انجاحها من كل المعنيين، لانها باب الحل الوحيد المتاح".
كما اجتمع ميقاتي مع كل من رئيس ارمينيا ارمين سركيسيان، رئيس قبرص نيكوس اناستاسيادس، رئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي، والامير البير دو موناكو. كما كانت له محادثة على الواقف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس خلال دخوله إلى المؤتمر، وبعد مصافحته رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.
وكان ميقاتي علّق على موضوع إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، قائلاً: "كنت ناشدت الوزير قرداحي بأن يغلّب حسّه الوطني على أي أمر آخر، ومناشدتي للوزير قرداحي لم تترجم واقعياً".
وأضاف: "نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا". وإذا كان الرئيس ميقاتي ينتظر نتائج لقاءاته خصوصاً مع الرئيس الفرنسي، فهل يمكن أن يعود حاملاً استقالته نتيجة فشل هذه اللقاءات وخسارة رهانه على حس الوزير قرداحي الوطني؟
