طوني فرنسيس

على هوكشتاين التوسّط لإعادة إحياء الحكومة!

16 تشرين الثاني 2021

02 : 00

مع من يفاوض آموس هوكشتاين؟ الموفد الأميركي الذي يتمتع بثقة الرئيس جو بايدن جال على بيروت وتل ابيب وأعرب عن آمال طموحة بتحقيق اتفاق بين الجانبين في شأن الحدود البحرية في موعد لا يتعدى موعد الانتخابات النيابية في لبنان في آذار المقبل.

تحدث هوكشتاين عن "فرصة" للبنان بعد لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين، يمكنه إغتنامها لتحسين أوضاعه الإقتصادية عبر استغلال حقول الغاز البحرية وعودة الشركات العالمية الكبرى اليه. وقدم في أحاديث أخرى صورة متفائلة لمستقبل لبنان في ما يشبه إغراء للمسؤولين اللبنانيين لأن يحزموا أمرهم والسير في "الصفقة".

لكن شيئاً اساسياً يبدو ناقصاً في الصورة والإطار. صورة المفاوضات وإطارها. في اسرائيل يجد هوكشتاين من يفاوضه ويتحدث اليه. هو قابل رئيس الوزراء ووزيرة الطاقة ومسؤولين آخرين، لكنه في لبنان، رغم جلستيه مع رئيسي الجمهورية والحكومة، وجد نفسه مع سلطة اللاقرار. فالحكومة مشلولة ورئيس الجمهورية تلقى هدية انجاز المفاوضات من رئيس المجلس النيابي والجميع يستمع الى تكليف "حزب الله" لهم بإكمال التفاوض ضمن شروط سقفها التهديد بالإتيان بإيران لإستخراج الغاز، إن لم تقبل بالشروط المطاطة التي لا يبدو ان المفاوض اللبناني الرسمي على صلة بها.

فارقٌ أساسي بين ما ينتظره هوكشتاين في تل أبيب وبين ما ينتظره في بيروت. هناك يجد حكومة إئتلافية متماسكة تقابله، وهنا يلتقي رئيس حكومة يمنعها "ثنائي التفاوض مع اسرائيل" عن الإجتماع لبحث أبسط الأمور، فكيف بالتوصل الى إقرار اتفاق نهائي بشأن الحدود البحرية مع العدو الصهيوني الغاصب؟

ربما ينبغي إضافة مهمة أخرى الى القضية المكلف بها هوكشتاين. عليه ان يتدخل للسماح للحكومة اللبنانية بالعودة الى الإجتماع، لتكون جاهزة لتوقيع الإتفاق قبل آذار، وفي حال تم الإتفاق والحكومة في غيبوبتها الراهنة، سيكون مشروعاً التساؤل من يفاوض هوكشتاين ومع من رتب الإتفاق اللبناني الاسرائيلي؟