ريتا ابراهيم فريد

Bionics Lebanon أطراف إصطناعية تُحوّل الاختلاف إلى ميزة

أطراف خاصة بلعبة كرة السلّة
"Bionics Lebanon" شركة لبنانية تصمّم أطرافاً إلكترونية متحرّكة وسهلة الاستخدام للذين فقدوا أطرافهم نتيجة حادث ما، أو الذين ولدوا من دون أطراف. والطرف يتحرّك وفقاً للإشارات التي يرسلها الدماغ الى العضل من خلال الأعصاب. "نداء الوطن" تواصلت مع مؤسّس ومدير عام شركة Bionics" Lebanon" السيد فادي صفير، الذي تحدّث عن أهداف الشركة، وتطرّق الى مبادرة "Bionic Family" التي أطلقت منذ فترة.

أنتم تصنّعون أطرافاً ثابتة ومتحرّكة للذين فقدوا أطرافهم. كيف حوّلتم الإختلاف لدى هـــــــؤلاء الأشخاص الى ميزة؟

منذ تأسيس شركة "Bionics Lebanon"، تمحور هدفنا الأساسي حول تحويل التكنولوجيا الى عمل إنساني. فمعظم الذين فقدوا أطرافهم يشعرون بنقص ما قد يضايقهم جرّاء نظرة المجتمع لهم، خاصة الأطفال. فقرّرنا ألا يكون هدف الطرف الاصطناعي تغطية النقص عند أي كان، إذ إننا لا نؤمن بأنّ فقدان الأطراف هو نقص، بل إختلاف، تماماً كاختلاف لون البشرة أو لون الشعر أو العينين، وهذا ما نشدّد عليه للذين يقصدوننا.

نحن لا نقدّم لهم أطرافاً جاهزة، بل نتيح لهم أن يختاروا لون أو شكل الأطراف كما يحبّون، وننفّذها لهم. وهكذا نساعدهم على خلق تميّز لاختلافهم. كما نصنّع أطرافاً خاصة بلعبة كرة السلة أو السباحة أو رياضات متنوعة. والأهمّ أن هذه الأطراف تباع بأسعار معقولة كي تكون بمتناول الجميع.

كيف انطلقت مبادرة "Bionic Family"؟

من خلال عملنا في "Bionics Lebanon"، تنبّهنا الى ضرورة أن يحصل تعارف بين هؤلاء الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم، كذلك الأمر بين أهلهم والمقرّبين منهم، فخلقنا لهم مساحة للقاء. ولا بدّ من الإشارة الى أنّ المبادرة وُلدت بروح عائلية. فنحن بالفعل عائلة، نلتقي في الأعياد والمناسبات ونقيم نشاطات دائمة. كما أنّ هؤلاء الأشخاص يتواصلون باستمرار حتى خارج إطار "Bionic Family"، ويساندون بعضهم البعض ويتشاركون الهموم والأفراح.

في ظلّ ارتفاع سعر صرف الدولار، كيف استطعتم الحفاظ على بيع الأطراف بأسعار معقولة؟

نحن نتّبع سياسة معيّنة نحاول من خلالها عدم توخّي الربح، بحيث يبقى الهدف إنسانياً بالدرجة الأولى. حتى الآن استطعنا أن ننجو، لأننا "نعمل عالقدّ" كما يُقال. همّنا الأساسي أن نحافظ على هدفنا الإنساني، وسنكمل به طالما نحن قادرون على ذلك، حتى تمرّ هذه المرحلة الصعبة.


خلال المشاركة في نشاط رياضي


كيف ترى تفاعل الأطفال مع هذه الأطــــــــراف المميّزة؟

بصراحة لم أكن أتوقّع أن يتفاعل الأطفال مع الأطراف الجديدة بهذه الطريقة السريعة والإيجابية. وبالنسبة لي، ضحكة الأطفال هي أجمل ما يمكن أن تراه عين، لأنها ضحكة بريئة وصادقة، وتحمل بريق أمل لديهم، وهذا الأمر يعطينا دافعاً أكبر للاستمرار ولتطوير العمل.

الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم يعانون غالباً من نظرات المجتمع لهم. هل أطلقتم حملات توعية حول هذا الموضوع؟

كان مشروعنا الأساسي أن تتركّز حملات التوعية في المدارس ودور الحضانة، كي يعتاد الأطفال منذ صغرهم على تقبّل الاختلاف قبل الوصول الى الجامعة، خصوصاً أنّ معظمهم لا يدرك تداعيات التنمّر وقدرته على التسبّب بأذية قد ترافق الآخر وتبقى في ذاكرته حتى يكبر. لكنّ الإجراءات الوقائية التي فرضها انتشار وباء "كورونا" منعتنا من ذلك. فكثّفنا حضورنا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نحاول قدر المستطاع أن نطلق حملات توعية في هذه الظروف. ولا بدّ من الإشارة الى أنّ الذين فقدوا أطرافهم ليسوا منبوذين من المجتمع، لكنّهم يرفضون الشفقة أو سماع كلمة "حرام"، ويؤكّدون أنهم يستطيعون القيام بكل شيء بمفردهم من دون مساعدة أحد.

هل من قصة أو حالة معيّنة أثّرت بك أكثر مـــــن غيرها؟

جميع القصص مؤثّرة. لكن هناك قصّة طفل رفضت إدارة المدرسة قبول تسجيله بسبب فقدانه لأحد أطرافه. هذه القصة أثّرت بي بشكل إيجابي، وشكّلت دافعاً قوياً للإسراع بإنطلاقة مبادرة "Bionic Family".

ماذا عن المتابعة النفسية للأطفال؟

لدينا أشخاص مختصّون يقدّمون المساعدة على الصعيد النفسي. إضافةً الى أنّ الأهل يتمتّعون بقوّة كبيرة، وهذا ما ينعكس بدوره على الأطفال. كما أنّ تواجد أفراد أسرة Bionic Family الى جانب بعضهم البعض، من شأنه أن يقدّم دعماً نفسياً كبيراً للجميع.

ماذا الذي يحفّزكم على الاستمرار في العمل في ظلّ الإحباط الذي يحيط باللبنانيين؟

العمل الإنساني هو الأساس. فلا يمكن وصف بريق الفرح الذي نلمسه في عيون الأطفال حين يستلمون طرفهم الجديد. كما أنّ صناعتنا لبنانية، ونحن عازمون على تقديم الأفضل بالرغم من كل الظروف، والاستمرار في تأمين الأطراف لذوي القدرة الشرائية المنخفضة.