محمد دهشة

تأكيد على إرادة الحياة رغم الظروف الصعبة

لجنة "الأعياد تجمعنا" تستعد لنشاطات الميلاد

1 كانون الأول 2021

02 : 01

لجنة "الأعياد تجمعنا" عند الحريري

لم تمنع الازمات المعيشية الخانقة، ولا المخاوف من تفشي موجة جديدة من فيروس "كورونا"، لجنة "الأعياد تجمعنا" التي تأسست منذ سنوات تجسيداً طبيعياً للعيش المشترك الذي آمنت به مدينة صيدا ومنطقتها، من استئناف تحركاتها استعداداً لتنظيم احتفالية بالأعياد المجيدة ضمن الإمكانيات المتوافرة وبعد توقف قسري بسبب الوباء.

وتحمل اللجنة هذا العام عناوين اضافية عن العيش المشترك والتلاقي، لتتلاءم مع اوضاع اللبنانيين الصعبة بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم وانتماءاتهم ومناطقهم، اذ تأتي نشاطاتها تأكيداً على إرادة الحياة رغم الظروف الصعبة، ومحاكاة لها مع طول أمدها، لتشكل بارقة أمل ونافذة لكسب قوت اليوم ومساعدة العائلات الفقيرة والمتعففة.

يقول عضو اللجنة السفير عبد المولى الصلح لـ"نداء الوطن": ان لجنة "الاعياد تجمعنا"، انطلقت منذ سنوات خلال نشاط لنادي "روتاري" ومن استراحة صيدا السياحية استمر خمسة ايام، ثم تطورت الفكرة لتشمل اماكن أخرى، وباتت تتوزع بين ساحة كنيسة الروم الكاثوليك، حيث اضاءة شجرة الميلاد، وخان الافرنج حيث ريسيتال الميلاد، وباب السراي حيث نشاطات الترفيه للاطفال وغيرها، واهمية اللجنة انها نموذج مصغر عن صيدا، العيش المشترك وتلاقي القوى السياسية، اذ تضم مختلف الاطياف، وتشكل حلقة مهمة للتعاون بين مختلف المكونات والجمعيات، وهدفهم جميعاً ادخال الفرح الى قلوب الناس في هذه المناسبات. وجائحة "كورونا" اجبرتنا على وقف النشاطات ولكننا هذا العام قررنا العودة وفق شروط الالتزام بالاجراءات الوقائية ووفق الامكانيات على ان تعقد اللجنة مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق تعلن خلاله عن برنامج الأنشطة المقررة ومواعيدها".

ويتضمن برنامج الأنشطة هذا العام: قرية ميلادية ينظمها "روتاري وروتاراكت وانتراكت" - صيدا بالتعاون مع مطرانية صيدا للروم الكاثوليك ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة في خان الإفرنج، وريسيتالاً ميلادياً ينظمه روتاري صيدا بالتعاون مع الجامعة اليسوعية ومطرانية صيدا في كنيسة مار نقولا في المدينة، ونشاطاً ترفيهياً للأولاد في ساحة باب السراي من تنظيم DPNA، و"بازار المحبة" لتوزيع الثياب المجانية على الأشخاص والعائلات غير القادرين على تأمينها لأولادهم بالتعاون بين المطرانية ومؤسسة صاصي في مدرسة "سان نيكولا" عين المير وغيرها من الأنشطة.

ويؤكد عضو اللجنة الاب جهاد فرنسيس "ان الهدف من احياء عمل هذه اللجنة الاجتماعي والانساني والوطني زرع الفرح من جديد في نفوس الناس في ظل الأزمات الضاغطة عليهم اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وإبراز النموذج المميز لصيدا وجوارها في العيش الواحد، لتشكل هذه الأنشطة مساحة لقاء وفرح ضمن إجراءات وشروط الوقاية الصحية من الفيروس، وهذه الأنشطة هي كمن يضيء شمعة وسط هذا الظلام. فالمجتمع ما زال قائماً وحياً ويؤكد من جديد على الحياة المشتركة والوفاق والعيش الواحد في صيدا والجوار". ويضيف: "في ظل الظروف التي نعيش ان البلد أحوج ما يكون الى ما يخفف عن الناس اجتماعياً وانسانياً ونفسياً ويخرجهم من حال الإحباط واليأس من الأوضاع ويمنح الكبير الأمل والصغير الفرح، والأعياد المجيدة مناسبة تجمع وتعمّ ببركتها الجميع".

وقبيل اطلاق نشاطاتها، جالت اللجنة التي تضم الأرشمندريت جهاد فرنسيس (مطرانية صيدا للروم الكاثوليك ) السفير عبد المولى الصلح ( روتاري - صيدا)، منى قطب (روتاري - صيدا)، أحمد عبد الله (روتاراكت - صيدا)"، دلال شحادة (مؤسسة معروف سعد)، معادن الشريف (مؤسسة الحريري)، طارق أبو زينب (جمعية أمان الشبابية)، نسرين عبد الغني (تجمع المؤسسات الأهلية) وماريا مارون (DPNA)"، على فاعليات مدينة صيدا حيث التقت النائبين بهية الحريري واسامة سعد، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، الدكتور عبد الرحمن البزري والمسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" الدكتور بسام حمود الذي تمنى مراعاة أوضاع المواطنين وتوجيه الأنشطة الإحتفالية باتجاه التكافل الإجتماعي في ظل ظروف لبنان الصعبة.

بينما اثنى البزري على أهمية هذه الأنشطة المرتبطة بموسم الأعياد المجيدة والسعيدة، مؤكداً على ضرورة التقيد بالإرشادات الصحية المتعلقة بوباء الكوفيد-19 خلال إقامة هذه الأنشطة.

وشدد المفتي سوسان على أهمية "تعزيز الحس التكافلي الإنساني والاجتماعي الذي لطالما تميز به المجتمع في هذه المدينة ولا يزال، وخاصة في ظل الأوضاع التي نعيش في لبنان".


MISS 3