"الناتو" يتحرّك ميدانيّاً وبوتين يرسم خطوطه الحمر

الغرب يُحذّر موسكو من غزو أوكرانيا

02 : 00

جنود كنديّون منتشرون في لاتفيا (أ ف ب)

في وقت يبحث فيه ممثلو الدول المنضوية في "حلف شمال الأطلسي" في سُبل مواجهة الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، في ريغا عاصمة لاتفيا، ووسط أجواء متوترة في شرق "القارة العجوز"، حيث يواجه الحلفاء أزمة مهاجرين غير شرعيين تتّهم دول الغرب بيلاروسيا وروسيا بتدبيرها، حذّرت الولايات المتحدة روسيا أمس من "عواقب وخيمة" إذا غزت أوكرانيا، فيما يخشى الغرب من احتمال أن تلجأ موسكو إلى شنّ عملية توغل داخل أوكرانيا.

وإذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين قبل اجتماع الناتو: "أي تحرّكات تصعيدية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة، وأي عدوان جديد ستكون له عواقب وخيمة"، أضاف: "رأينا مراراً الإستراتيجية الروسية" الهادفة إلى "فبركة استفزازات" لتبرير أفعال موسكو.

كما شدّد بلينكن على أن واشنطن تعمل، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، على فرض عقوبات جديدة على النظام البيلاروسي المتّهم باستخدام المهاجرين بطريقة "وقحة" مثل "أسلحة" لزعزعة إستقرار الدول الأوروبّية المجاورة، فيما كشف الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي أن قوات قتالية للحلف انتشرت "للمرّة الأولى" في الجانب الشرقي من أوروبا.

وأشار ستولتنبرغ إلى أن روسيا "زادت من وجودها في منطقة البحر الأسود"، مؤكداً مواصلة "تقييم الوضع وتحليله بعد نشر قوات لنا في المنطقة"، وقال: "علينا أن نكون مستعدّين للأسوأ، وللمرّة الأولى نشرنا قوات قتالية في الجانب الشرقي من أوروبا بسبب التهديدات الروسية". وأضاف: "هدفنا الأساسي هو ردع روسيا من أن تقوم بأي إعتداء على أوكرانيا"، معتبراً أن "تعزيز ودعم القوات الأوكرانية سيُساعدها في الدفاع عن نفسها ضدّ أي اعتداء محتمل من روسيا".

وحذّر ستولتنبرغ من أن "أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون ثمنه باهظاً وستكون له عواقب سياسية واقتصادية على روسيا"، مهدّداً بأن الدول الأعضاء في التحالف يُمكن أن تفرض "عقوبات اقتصادية وأن تتّخذ إجراءات سياسية" ضدّ روسيا. كما شدّد على دعم "الناتو" لأوكرانيا في جهودها للإنضمام إلى الحلف.

توازياً، حذّر رئيس جهاز الإستخبارات الخارجية البريطاني ريتشارد مور من أن بوتين يُشكّل "تهديداً كبيراً" بسبب ممارساته عند الحدود مع أوكرانيا. وخلال كلمة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، أوضح رئيس جهاز "أم آي 6" البريطاني أن بريطانيا "لا نية لديها لمعاداة روسيا أو تقويضها أو محاصرتها"، وتابع: "لكنّنا سنفعل كلّ ما يقتضيه الأمر لإبقاء بلادنا آمنة وردع كلّ المخاطر التي تُشكّلها موسكو والتصدّي لها".

وفي المقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته في منتدى "روسيا تُنادي!" أن التدريبات العسكرية والتحرّكات الأخرى التي يقوم بها الغرب وأوكرانيا تُهدّد أمن روسيا، محذّراً من تجاوز "الخطوط الحمراء" للكرملين، وقال إنّ توسيع البنية التحتية العسكرية للناتو في أوكرانيا خط أحمر بالنسبة إلى روسيا. وأضاف: "إذا ظهرت في أوكرانيا منظومات صواريخ يُمكنها الوصول إلى موسكو في بضع دقائق، فإنّ روسيا ستضطرّ للردّ بتهديدات مماثلة".

وفي السياق ذاته، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف أن روسيا ستُتابع مراقبة تحرّكات الناتو وأوكرانيا على حدودها، لافتاً إلى أن موسكو أبلغت واشنطن بأنّها لا تتبع أي خطط عدوانية تجاه كييف، في حين رأت وزارة الخارجية الروسية أن "الأطلسي" يُعرّض قدرة روسيا على الدفاع عن نفسها للإمتحان بإرسال سفنه وطائراته الحربية إلى الحدود الروسية، محذّرةً من أن روسيا تجد نفسها مضطرّة للردّ على تحرّكات الناتو بالقرب من حدودها "بشكل متناسب ومتزن ومعتدل".


MISS 3