عماد موسى

سليم مش فادي

10 تشرين الأول 2019

09 : 40

حماسة ابن جريصاتي علامة فارقة. يستحق أيضاً لقب سوبر ستار. والمقصود فادي مش سليم. يجسد الأول أملنا ببيئة نظيفة فيما يلعب الثاني في مركز قلب الدفاع عن العهد. يبلغ الجريصاتي من العمر 47 عاماً، أي أنه في سن وائل أبو فاعور، لكنه لا يملك خبرته السياسية والوزارية ولا طلاقته بالفصحى. الكلام هنا عن فادي وليس عن سليم.

مع تشكيل ثاني حكومات "العهد القوي" برز الجريصاتي بين زملائه في الصف، كطاقة شابة غير متورطة سابقاً في اشتباكات كلامية مع أي طرف، لا بل انه حافظ على علاقة ودّ مع كل الأطراف حتى مع "معراب" وقد زارها غير مرة طارحاً أفكاره ومشاريعه، والمقصود هنا فادي وليس سليماً، وكلاهما من زحلة الأبية.

يتسم الجريصاتي بحيوية لافتة، ودينامية وحس المبادرة، لكن فائض حماسته قارب في المرحلة الأخيرة حدّ الإنفعال، خصوصاً أن الوزارة التي يرأسها تتصدى لواحد من أكثر الملفات استعصاء على الحل تبدأ بالمطامر "الصحية" على مداخل بيروت، وروائحها قادرة على الفتك برئتي فيل، مروراً بالمكبات العشوائية وصولاً إلى مسألة الفرز، حيث طلع الجريصاتي على الإعلام قبل أيام بكلام أستاذ متوجهاً إلى صغار القوم البسطاء ممن لا يفهمون من مرة واحدة، بكلام عالي النبرة: "رح قلكن من هون ورايح كل مواطن ما عم يفرز ببيتو ما يسمعني صوته اوعا اسمعو عم ينق عالنفايات او عالدولة. اللي عم يفرز الو عليي الـ ما عم يفرز ما يسمعني صوتو". كان من الأفضل استعمال هذه المفردة "اللي ما عم يفرز مسطرة على صابيعو وما يحكي معي" طلع الحق على الناس، مقصّرون في واجباتهم وفوق ذلك ينقون. لكن الجريصاتي قلبه طيب ولا يحقد على أحد. أشير إلى فادي وليس إلى سليم.

وانطلاقاً من مقولته الشهيرة "لا أوافق على رأيك ، لكنني مستعد للموت من أجل حقك بالتعبير عنه" التي "لطشها" فولتير منه ونسبها إلى نفسه، وبحكم تشرّبه من الفكر الليبرالي السلس، وإيمانه المطلق بالديموقراطية السائدة في سورية وإيران لا يستطيع الجريصاتي إلا أن يكون في طليعة المدافعين عن كل رأي حرّ وسيادي، والمقصود هنا سليم مش فادي !


MISS 3