ما وراء تغيّرات دورتك الشهريّة

02 : 00

يصعب تحديد الوضع الطبيعي للدورة الشهرية لأن الحالة العادية قد تختلف من امرأة إلى أخرى. تبلغ الفترة الفاصلة بين بداية دورة شهرية معينة والدورة اللاحقة 28 يوماً بشكل عام، وقد تتراوح الدورة الصحية بين 21 و35 يوماً.

مع اقتراب مرحلة انقطاع الطمث (بعد سنة على آخر دورة شهرية)، قد تتغير الحالة التي اعتادت عليها المرأة أيضاً. خلال السنوات التي تسبق انقطاع الطمث مباشرةً (يسمّيها الأطباء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث)، غالباً ما تتغير مدة الدورة الشهرية، وقد يصبح النزيف أكثر غزارة أو أخف من السابق. حتى أنّ المرأة قد تُفوّت دورة كاملة من وقتٍ لآخر. تُضاف هذه التقلبات إلى تغيرات فردية أخرى، فيصعب التمييز بين الوضع الطبيعي والمشاكل المحتملة.

في ما يلي تقدّم الدكتورة كارين كارلسون، اختصاصية في الطب الداخلي وأستاذة مساعِدة في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد"، مجموعة توجيهات مفيدة كي تتعرف المرأة على التغيرات الطبيعية وتلك التي تتطلب رعاية طبية.

هل تكون تغيرات الدورة الشهرية شائعة لدى المرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟

تصبح تغيرات الدورة الشهرية متوقعة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث التي تبدأ عموماً قبل أربع سنوات من آخر دورة شهرية.

ما هو نوع التغيرات النموذجية خلال السنوات التي تسبق انقطاع الطمث؟

بشكل عام، تتراجع مدة الدورة الشهرية حين تبدأ آخر سنوات الإنجاب في عمر الأربعينات. ومع بدء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تطول الفترات الفاصلة بين الدورات الشهرية تدريجاً. قد تحصل تغيرات أكثر وضوحاً في الدورة الشهرية أيضاً، منها غياب الدورة بالكامل أو نوبات متقطعة من النزيف القوي. وبعد سنوات عدة من الاضطرابات، تتوقف الدورة الشهرية نهائياً. لكن ما من نمط محدد في جميع الحالات، لذا يجب ألا تتردد المرأة في إبلاغ طبيبها بأي خلل تشتبه به.

هل تستلزم أنواع معينة من النزيف استشارة الطبيب؟

بشكل عام، يكون النزيف القوي أو المطوّل (أكثر من سبعة أيام) مقلقاً أكثر من غياب النزيف. كذلك، لا يُعتبر استمرار النزيف غير المألوف أو رؤية الدم بين الدورات الشهرية وضعاً عادياً بل من الأفضل إبلاغ الطبيب بهذه الأعراض. تذكّري أيضاً أن الحمل يبقى وارداً رغم غياب الدورة في أحد الأشهر ورغم تراجع مستوى الخصوبة مع اقتراب انقطاع الطمث.

إلى متى يجب أن تنتظر المرأة قبل استشارة طبيبها؟ هل يكفي أن تضطرب دورة شهرية واحدة أم يجب أن تنتظر مرور دورات عدة؟

يتوقف الوضع على قوة التغيير. يُفترض أن تستشير المرأة طبيبها إذا حصلت نوبة واحدة من النزيف القوي جداً في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث فجأةً. وإذا طالت مدة الدورة الشهرية أو غابت بالكامل (إذا لم يعد الحمل ممكناً)، من الأفضل أن تحتفظ المرأة بيوميات حول نمط دورتها الشهرية لفترة معيّنة وتُراجعها مع الطبيب.

ما هي الحالات التي تُسبب نزيفاً غير طبيعي، وهل يمكن معالجة أيٍّ منها بفعالية؟

غالباً ما ينجم النزيف غير الطبيعي في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عن تغيرات هرمونية كبرى تحصل خلال هذه المرحلة من الحياة الإنجابية.

قد ينجم النزيف أيضاً عن مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية (نتوءات حميدة في العضلات أو نسيج ليفي قد ينمو داخل الرحم أو عليه)، أو الأورام الحميدة (نشوء مناطق غير سرطانية بسبب فرط نمو أنسجة البطانة داخل الرحم)، أو العضال الغدي (في هذه الحالة، ينتقل النسيج الذي يَحِدّ الرحم طبيعياً إلى جدار الرحم). عند الإصابة بالعضال الغدي، يتابع النسيج التجاوب مع الهرمونات، ما يؤدي إلى تقوية النزيف خلال الدورات الشهرية وزيادة الانزعاج أو اضطرابات الدورة.

أحياناً، قد ينجم النزيف أيضاً عن مشاكل في تخثر الدم أو بعض الأدوية. وفي حالات أقل شيوعاً، قد يتعلق النزيف بسرطان عنق الرحم، أو تغيّرات تسبق نشوء السرطان (تضخم الأنسجة)، أو سرطان بطانة الرحم. هذه الحالات كلها قابلة للعلاج.

ما هي الفحوصات المتوقعة حين يصبح النزيف غير طبيعي؟

قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات مثل فحص الدم الشامل للبحث عن فقر الدم أو استبعاد الحمل. وقد يطلب تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية لرصد أي مشكلة بنيوية داخل الرحم (ورم ليفي أو حميد) ولقياس سماكة بطانة الرحم. أحياناً، تصبح خزعة بطانة الرحم ضرورية. لكن غالباً ما تكون فحوصات الدم الروتينية لمعرفة مستوى الهرمونات غير مفيدة.

هل يطرح النزيف مشكلة إذا مرّت سنة كاملة منذ آخر دورة شهرية؟

يجب ألا تتجاهل المرأة أي شكل من النزيف بعد انقطاع الطمث، حتى لو اقتصر الأمر على ظهور بقعة صغيرة أو بنّية ومشابهة لدمٍ قديم. من الأفضل أن يطّلع الطبيب على هذه الأعراض دوماً. لا تنجم معظم حالات النزيف بعد انقطاع الطمث عن السرطان. لكن حتى نوبة واحدة من هذا النوع قد تشير إلى سرطان بطانة الرحم، وتحتاج هذه الحالة إلى تقييم شامل.


MISS 3