"منذ ثلاثة أسابيع، تستيقظ ابنتي البالغة من العمر 15 شهراً في منتصف الليل وتبكي بقوة إلى أن نرضخ لها ونعطيها زجاجة حليب. يبدو أن الحليب يُسهّل النوم لأنها تغفو بعمق فور شربه".
يُعتبر هذا العمر صعباً على الطفل ووالديه، مع أن الأطفال بين عمر السنة والسنتين يُفترض أن يناموا طوال الليل. لكنّ الوضع ليس بهذه البساطة دوماً.
النوم فعل معقد
في هذه المرحلة العمرية، يكون الطفل في طور نموه ويدخل في مرحلة التمرد، فيتنقل بين محاولات اكتساب الاستقلالية والحاجة إلى الاطمئنان والدلال. يشكّل الليل عموماً لحظة مميزة لتقاسم الوقت مع الأبوين. لكن سرعان ما تبدأ الكوابيس ونوبات الرعب الليلي، ويختلّ نوم الطفل في هذا العمر أيضاً بسبب نمو أسنانه، ويصبح حساساً جداً تجاه البيئة المحيطة به، ويسهل أن يضطرب عند حصول أبسط تغيير عائلي (انفصال، فقدان العمل، تغيير مكان الإقامة...). قد تفسّر هذه الأسباب كلها زيادة حاجته إلى المواساة في منتصف الليل، لذا يجد راحته في زجاجة الحليب.
حلول عملية
هل أصبحت هذه المشكلة مزمنة؟ قد يساعدك الطبيب على فهم حقيقة الوضع. بعد استبعاد أي أمراض محتملة (انقطاع التنفس أثناء النوم، ارتجاع معدي، اضطرابات هضمية) أو نمو سريع يفسّر زيادة شهيته، ابدئي بتقييم نظامه الغذائي. يريد الأهل أحياناً أن يأكل الأولاد مثلهم، لكنهم ينسون أن الحليب في هذا العمر أساسي. حاولي أن تؤخّري آخر وجبة مسائية لمساعدته على الصمود طوال الليل. إذا لم تنجح هذه الطريقة، تأكدي أولاً من أنه لا يحتاج إلى المواساة بكل بساطة لأن كابوساً راوده. واستغلي هذه الفرصة كي تشرحي له أهمية النوم ليسترجع طاقته واحرصي على إعادته إلى سريره دوماً. أخيراً، اقترحي عليه زجاجة ماء (بلا سكر) لأن هذا السائل الخفيف قد يكبح رغبته في شرب الحليب.
