مايا الخوري

نبيلة عوّاد: "صاروا ميّة" شكّل إضافة جميلة لي

27 كانون الأول 2021

02 : 00

تنقّلت ما بين المراسلة وتقديم البرامج والأخبار، مثبتة أن الجمال ليس وحده جواز مرورها إلى قلب الجمهور، لا بل ثقافتها وإحترافها ولباقتها في الإطلالة والحوار. الإعلامية نبيلة عوّاد، تتحدّث إلى "نداء الوطن" عن خبرتها الإعلامية، معبّرة عن رأيها في الأحداث المحلية.



لقد تمّ إختيارك من بين الإعلاميات اللواتي إستطعن الإختراق في عام 2021، كيف تلقّيت هذا الخبر وماذا يعني لك؟

أعلنوا الخبر عبر "تويتر" وصحيفة "أراب نيوز"، حيث ورد سبب إختيار كل إعلاميّة، مشيرين إلى أنني إستطعت إبراز صورة جديّة لصحافية لبنانية خاضت مسابقة جمالية وتمكّنت من التوفيق ما بين المهنيّة والجمال. منذ إمتهنت الصحافة، حدّدت هدفي بإثبات أن الفتاة الجميلة قادرة أن تكون جديّة في خوض حوار إعلامي وفي المراسلة الميدانية وفي العمل الصحافي ككل، فجاءت هذه اللفتة كدليل إلى سيري في الطريق الصحيح نحو تحقيق الهدف. ربمّا يكون الجمال جواز مرور، إنما لا تقدّم من دون مهنية.



أي رسالة توجّهين من خلال ذلك إلى المرأة اللبنانية؟

تستطيع أي إمرأة بلوغ مواقع بعيدة في مجتمعها، شرط إتّكالها على نفسها والثقة بكيانها المستقل الذي لا يقلّ أهمية عن الرجل، والعمل على مخزونها الفكري والثقافي والعلمي للتقدّم في مجال عملها. أدعوها إلى وضع هدفٍ تسعى لتحقيقه من دون إستسلام شرط تسلّحها بإرادة صلبة.



كونك وجهاً مؤثراً لدى المراهقات اللواتي يعبّرن عن إعجابهنّ بك عبر مواقع التواصل الإجتماعي، كيف يمكنك إستغلال ذلك بشكل إيجابي؟

أحرص أن أكون طبيعية في يومياتي التي أعرضها عبر "مواقع التواصل الاجتماعي"، فلا يتفاجأ الناس عند لقائي في "المول" أو في المطاعم أو في أي مكان عام، لأنني أتصرّف على سجيّتي دائماً من دون تصنّع. وهكذا أدعو المراهقات إلى عدم التصنّع أيضاً وعدم التغيير في شكلهنّ الخارجي، بل المحافظة على جمالهنّ الطبيعي وعلى قناعاتهنّ، وتحديد طموحاتٍ كبيرة حقيقيّة.



إختلفت تجاربك الإعلامية، وتنوّعت ما بين المراسلة الميدانية، وتقديم الأخبار والبرامج والحوار، في أي موقع تعبّرين أكثر عن قناعاتك؟

صحيح أنني نوّعت ما بين تقديم الحفلات والأخبار والبرامج، وهذه مجالات أحبّها وأحترفها، إنما أعود دائماً إلى الأخبار السياسية، أي إلى ثلاثية المراسلة والحوار وتقديم الأخبار، لأنها تشبهني أكثر.



بما يتميّز العمل الميداني عن سواه؟

أتمنى لو يختبر المحاور أو مذيع الأخبار العمل الميداني أيضاً إذا سنحت له الفرصة، لأن المراسل يحمل الخبر الأوّل والحدث الأساس من الشارع حيث يحتكّ بالناس إلى الشاشة. لا تعطي لذة العمل الميداني نكهتها لأي مجال آخر.





هل ساندك العمل الميداني في إدارة الحوار السياسي؟

تساعد الخبرة في العمل الميداني في تمكين مذيع الأخبار أو المحاور من إحتمال ساعات البثّ المباشر الطويلة، والمحافظة على تركيزه ورباطة جأشه. كما إدراكه طبيعة عمل المراسل على الأرض، ونوعيّة الأسئلة التي يجب طرحها عليه، وكيفية تبادل المعلومات معه خصوصاً إذا كان بعيداً من موقع الكاميرا ولا يرى كافة الأحداث أمامه.



لقد طبعت هذين العامين أحداث كثيرة صعبة، أي منها كان الأكثر تأثيراً بالنسبة إليك؟

شكّل إنفجار بيروت بطبيعة الحال، الحدث الأكثر تأثيراً في الناس، إنما أضيفُ إليه بداية الثورة، حيث شعرنا مزيجاً من الأمل والتعب الناتج عن ساعات العمل الطويلة في غرفة الأخبار. بعدما إنتظرنا التغيير خبرنا الخيبة والحزن، لذا كانا عامان ممزوجين بالتعب الشديد بسبب "كورونا" والحزن العميق الناتج عن "4 آب"، لذلك لا أستطيع إختيار حدث واحد.



يُحكى عن صفقات ومساومات في ملف تحقيقات تفجير المرفأ، ما رأيك؟

من المعيب المساومة على دم الضحايا، وأي صفقة يُجرى الحديث عنها هي جريمة يجب أن تقابل بثورة شعبية. ما يحصل وقاحة وفجور سلطة تساوم على ملف دقيق وعلى دم أكثر من مئتي ضحية وعلى دمار مدينة. برأيي، إذا حصلت أي صفقة في هذا الإطار، يجب ألا ننتظر إجراء الإنتخابات لتحقيق المحاسبة، بل محاسبتهم في الشارع.



يُطالب الإعلام بالوقوف إلى الحياد وإتخاذ منحى موضوعياً رغم ما شهدناه منذ عامين، ما رأيك؟

نُطالب بالموضوعية والحياد، لا أن نكون شهود زور. لا يمكنني الوقوف حياديّة أمام ثورة الناس الذين أنتمي إليهم، على الجوع والغلاء المعيشي والفساد، بوجه سلطة قامعة. فأنا أعاني مثلهم من وضع إقتصادي صعب ومن حجز أموالي في المصرف، لذا أريد المحاسبة أيضاً. كما لا حياد أمام ملف تحقيق جارٍ وأمام محاربة محقق عدلي يقوم بواجباته. أرفض المسّ بالقضاء، كما أن السلطة القضائية خط أحمر. من حقّنا كسلطة رابعة، فتح الملفات والمحاسبة وإيصال صوت الناس وعدم الوقوف إلى الحياد.



ما أهمية تماهي مواقفك الوطنية مع مواقف المؤسسة الإعلامية التي تنتمين إليها؟

بعد خبرتي في مؤسسات إعلامية عدّة، إكتشفت أن أهمّ شيء هو الإنتماء إلى مؤسسة إعلامية تشبه قناعاتي الشخصية. لو لم تشبه "MTV" قناعاتي وعبّرت عن صوتنا، لما تحمّست للعمل ونجحت وإجتهدت من كل قلبي في سبيلها. في حال تمايزت آراءنا، نستطيع التعبير بحريّة والنقاش في إجتماع التحرير.


يحظى "صارو ميّة" بنسبة مشاهدة مرتفعة، ما الذي قدّمه هذا البرنامج إلى مسيرتك الإعلامية؟

نقلني من الإطار الجدّي في إذاعة الأخبار، إلى آخر تثقيفي وتوعوي وإجتماعي وسياسي من حين إلى آخر. شكّل نوعاً من التحدي لأنني لا أحب البرامج كثيراً، إنما تحمّست بعدما إطلعت إلى مضمونه الثقافي الغني، فشكّل إضافة جميلة لي، كونه إطاراً لائقاً أيضاً، أحبّني فيه الجمهور وحقق نجاحاً كبيراً.



كيف تلقّف الجمهور برنامجاً ثقافياً من هذا النوع بعدما إعتاد البرامج الترفيهية الغنائية والحوارية؟

خشينا قبل إنطلاقه من ردود فعل الناس ومدى إستعدادهم لمتابعة مضمونٍ ثقافي. لكننا إكتشفنا شوقهم إلى هذا النوع من البرامج الثقافية خصوصاً أن إعداد جان نخوّل سلس، ينقل معلومات كثيرة بشكل سريع من دون ملل. أثبت هذا البرنامج تعطّش الجمهور إلى برامج ثقافية لا برامج ترفيهية غنائية فارغة. لقد جمع "صارو ميّة" الترفيه والثقافة في آن وهو يتوجّه إلى كل أفراد العائلة.



نقف على عتبة العام الجديد وعلى أمل إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، هل تتوقّعين عرقلتها؟

يعلن الجميع حصول الإنتخابات في موعدها، إنما يسعون إلى عرقلتها من تحت الطاولة. من المعيب عرقلة الإنتخابات بسبب خشيتهم من صوت الناس ومن مبدأ المحاسبة، فهم يدركون بأن هذا الصندوق سيحقق المحاسبة بعدما قمعوا اللبنانيين بكل الطرق والوسائل. لذا يجب مواجهة أي محاولة لتطيير الإنتخابات تحت أي ذريعة، بثورة على غرار "17 تشرين". إذا لم يُحاسبوا في صندوق الإقتراع، فليحاسبوا إذاً في الشارع.



هل تكمن مصلحة لبنان في قيام ثورة حقيقية؟

تكمن مصلحة لبنان في إجراء إنتخابات تتضمّن الصوت التغييري المحاسب بطريقة ديموقراطية. وإذا لم تحصل، يجب قيام ثورة حقيقية تطيح بالجميع.


MISS 3