قائد الجيش: الأزمة أتعبتنا جميعاً والمسّ بمعنويات العسكريين غير مسموح إطلاقاً

عون تقبّل تهانئ العسكريين والأمنيين: سأواصل النضال لتصحيح الأخطاء

02 : 00

رئيس الجمهورية مع قائد الجيش وضباط القيادة

امل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ان تشهد السنة المقبلة بداية لتصحيح الوضع المؤلم الذي ساد خلال العامين الماضيين وانعكس سلباً على حياة المواطنين ومعيشتهم واستقرارهم الاجتماعي والصحي. واكد انه لا بد من مواجهة الأسباب التي أدت الى معاناة اللبنانيين من أزمات متعددة اقتصادية واجتماعية وصحية وتربوية، ومحاسبة المسؤولين الذين تسببوا بها على مر السنوات الماضية، وعلى وجوب وضع حد للاخطاء التي ارتكبت بحق الشعب اللبناني والتي أشار اليها في رسالته الى اللبنانيين، مبدياً تصميمه على مواصلة النضال لتصحيح هذه الأخطاء على رغم العراقيل التي توضع في الطريق والتعطيل المتعمد والممنهج للمؤسسات الدستورية والقضائية والإدارات. ونوّه بالعمل الذي تقوم به المؤسسات العسكرية والأمنية التي يعمل ضباطها ورتباؤها وعسكريوها في ظروف اقتصادية ومالية صعبة، وشدد على أهمية المحافظة على استقرار لبنان وسلامة أراضيه واحباط أي محاولة للاساءة الى هذا الاستقرار، واعداً بذل كل جهد ممكن لتقديم الدعم اللازم لهم. وركز على ضرورة عودة الإدارات الى عملها المنتظم وتوفير الأجواء الملائمة لتمكين الموظفين من القيام بعملهم من خلال التخفيف قدر الإمكان من حدة الازمة الاقتصادية التي يعيشون فيها، معتبراً ان ذلك يتحقق من خلال المؤسسات الدستورية التي يفترض ان تعمل بانتظام من دون أي تعطيل.

مواقف عون جاءت خلال استقباله امس في قصر بعبدا، وفوداً من القيادات العسكرية والأجهزة الأمنية، والمديرية العامة لرئاسة الجمهورية والمستشارين ولواء الحرس الجمهوري، جاءت لتهنئته بمناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة.



قيادة الجيش

واستهل عون لقاءاته باستقبال وفد من قيادة الجيش برئاسة قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي القى امام رئيس الجمهورية كلمة قال فيها: "في زمن الأعياد المجيدة، نردد ما قاله البابا فرنسيس في رسالته الميلادية ان "لبنان يعيش ازمة غير مسبوقة وظروفاً مقلقة للغاية"، وقال أيضاً: "في يوم العيد هذا، نتوسل الى الله ان يحرك في قلوب الجميع توقاً الى المصالحة والاخوة. ان هذه الازمة قد اتعبتنا جميعاً، ولكن، يبقى الامل بغد افضل هو الحافز لنا للمضي بمهماتنا، متسلحين بقسمنا وثقة شعبنا بنا، بانتظار اجتراح الحلول السياسية والاقتصادية اللازمة لمنع استمرار تدهور الوضع. نسأل الله ان يمدك بالقوة لمواجهة التحديات، وان يحمل العام المقبل معه كل الخير لك ولوطننا العزيز، الذي يستحق ان ينعم بالأمان والسلام، وان يستعيد ابناؤه ثقتهم به، بعدما فقدوها نتيجة الازمات المتلاحقة وغادروه قسراً. اننا على يقين، انهم سيعودون حتماً الى ربوعه عند استعادتهم الثقة به، لان ما يجمع اللبنانيين بوطنهم رابط مقدس وابدي".

اضاف: "على الرغم من الازمة الاقتصادية التي اثرت على المؤسسة العسكرية، كما على الشعب اللبناني، فان المسّ بمعنويات العسكريين غير مسموح اطلاقاً. فمن كان شعارهم التضحية، لن تقوى عليهم التحديات، ولن تنال من عزيمتهم. أبناء المؤسسة الذين عايشوا وتعايشوا مع أزمات لبنان وحروبه، سيبقون أوفياء لوطنهم ولن يخذلوه مهما قست عليهم الظروف. نأمل ان تستجاب دعوة البابا فرنسيس للحوار والمصالحة، لما في ذلك خير لوطننا وشعبنا".

الامن العام

ثم استقبل عون وفداً من المديرية العامة للامن العام برئاسة مديرها العام اللواء عباس إبراهيم الذي قال: "لثلاث سنوات خلت، والاعياد تحل على لبنان واللبنانيين حزينة، موصولة بشيء من اليأس العام. والأخطر ان وطننا، وطن الرسالة والنموذج في العيش المشترك، مطلوب إسقاطه خدمة لتعميم نماذج الدولة العنصرية المحتلة لفلسطين، أو ضرباً لمفهوم التعايش بين الحضارات والاديان، لأنهم يريدون عالماً يسوده صراع الحضارات، نقيض لبنان. كلنا يدرك صعوبة الاوضاع وخطورتها، وعمق الأزمة التي تهدد الكيان أكثر من أي يوم مضى، لذا، فإننا نحتاج الى خطوات غير تقليدية وإستثنائية من ضمن القانون والدستور لإنقاذ الوطن واعادة بناء الدولة الحديثة التي طالما ناديتم بها.

وَعَدْتَ أن تُكرّس ما تبقى من ولايتك الرئاسية لوضع الإصلاح على سكّته الصحيحة، وكل اللبنانيين الاصلاحيين ينتظرون المبادرة، فهم يعرفون صدق نواياكم، وأن الأوان لم يفت بعد، ولا تزال الفرصة سانحة لمنح الشعب اللبناني بارقة امل بغد افضل كي تعيد اليهم الثقة ببلد تحول بفعل الفساد، وغياب العدالة الاجتماعية والادارة الرشيدة، الى قاتل للاحلام ومقبرة للطموحات.

نحن في المديرية العامة للأمن العام نعمل بأقصى طاقتنا وباللحم الحي لمنح شعبنا الخدمة والامان، ونتعهد أمامكم بأن نبقى على العهد وفي جهوزية تامة، لمنع العابثين بالسلم الاهلي من تحقيق مآربهم، ومواجهة اي خطر داخلي او خارجي ودائماً تحت سقف القانون. كما سنقف سداً منيعاً في وجه المشاريع المشبوهة او المغامرات المتهورة وكلنا اكتوى من زمن الحروب البغيضة.

سنمضي قدماً في أداء مهماتنا الوطنية على الرغم من كل الظروف الصعبة: فلا تخاذل في مواجهة التحديات التي تركت تداعياتها المادية والمعنوية على المديرية وعسكرييها، الذين لا يزالون يؤدون رسالتهم على اكمل وجه وبما امكننا من تأمين مقومات الاستمرار، فلا تهاون ولا استنسابية في تطبيق القانون، ولا تقاعس في تنفيذ المهمات أو تقديم الخدمات، فالعمل يتواصل بمناقبية عالية على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي حاولنا قدر المستطاع التخفيف من اعبائها. التحديات كبيرة. المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة. نحن نعرف ان اليأس والاستسلام ليسا في قاموسكم، وان المطلوب أن يكون للبنانيين وطن يخافون عليه وليس دولة يخافون منها".

قوى الامن الداخلي

واستقبل عون وفداً من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برئاسة مديرها العام اللواء عماد عثمان الذي لفت الى ان مؤسسة قوى الامن الداخلي"تأثرت كما كل مؤسسات الدولة، بالانهيار الذي أصاب لبنان، وقد طال ذلك عديدنا وعتادنا، والوضع العام لا يحتمل التأجيل في اخذ القرارات المنصفة بحقنا..." وأمل في "ايجاد حلول سريعة وناجعة، لمواجهة هذه المشكلة، من خلال رفع قيمة رواتب الضباط والعناصر، بما يتناسب مع سعر صرف الدولار، إضافة الى مضاعفة قيمة الميزانيات المخصصة للامور الاجتماعية والطبية وللعمل التشغيلي لمؤسستنا".

أمن الدولة

واستقبل عون وفداً من المديرية العامة لأمن الدولة برئاسة مديرها العام اللواء طوني صليبا، الذي قال: "الحمل ثقيل ولكن يسهل حمله لمن تسلح بالايمان. الظروف قاتلة ولكنها ستزيدنا قوة ومنعة بعد ان نتخطاها، واعداء الوطن كثر ولكننا لهم بالمرصاد على مدار الساعة، وكلما انتشر الشك بنجاة قارب الوطن، زدنا نحن يقيناً بتخطي العاصفة عندما تكونون القبطان، في مرحلة، الكل مدعو فيها الى التجذيف والتعاون بايمان. ان من افتكرنا وارسل ابنه لخلاصنا اليوم، لن يتركنا قبل وصول اللبنانيين بقيادتكم الى ما ينشدون، موحدين مجتمعين، والله يحب الجماعة".

مديرية رئاسة الجمهورية والمستشارون

وتقبل عون تهاني كبار المسؤولين في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية وفريق المستشارين. وتقدم الوزير السابق سليم جريصاتي بأطيب التهاني "بسنة ملؤها الأمل الذي يبدأ بالاحساس بالمسؤولية وبمشاركة الجميع بتحملها لأن المسؤولية لا يمكن ان تكون الا جماعية من اجل انقاذ لبنان، إذ لا يمكن لشخص مهما كانت قوته وحيثيته الدستورية ان يقوم بمهام صعبة للتخلص من الإرث الثقيل الذي ورثناه من التسعينات الى اليوم لوحده". وقال: "ان فخامتكم تقومون بجهود جبارة، ونحن، كعائلة لصيقة بكم، الى جانبكم لمساعدتكم في هذه المهمة شبه المستحيلة. ونحن نقول لكم اننا مؤتمنون على هذا الخط وهذا النهج، وعلى السير معكم، وقدرنا هو قدركم وليس لنا سوى قدر واحد وهو انقاذ لبنان مما يتخبط فيه."

وقال المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير: "لدينا جميعاً حسرة في قلوبنا بسبب الأوضاع الراهنة، لا سيما وانه عيد الميلاد الأخير في ولايتكم الرئاسية. ونحن سنبقى سائرين وفق المبادئ التي تعلمناها منكم وهي: المثابرة، وعدم التراجع عن الحق والحقيقة وعدم الخوف منهما"، مؤكداً "اننا نبذل المستحيل، كفريق عمل من اجل شخصكم، وفكركم ومسيرتكم".

الحرس الجمهوري

واستقبل عون ضباط لواء الحرس الجمهوري بقيادة العميد الركن بسام الحلو الذي أكد البقاء "على جهوزيةٍ تامة، لتنفيذِ المهماتِ الموكلة إلينا وفقاً لتوجيهاتِكم، متسلحين بالثقةِ والأمانِ لوجودِ فخامتِكُم في سُدةِ الرئاسة وبالأملِ بقيامِ وطنِنا الحبيب رغمَ كُلِّ المِحَن".


MISS 3