يطلق التيار الوطني الحر "نيراناً صديقة" باتجاه "حزب الله" قد تؤدي إلى بعض الأضرار غير المقصودة والتي يمكن تداركها من الطرفين باعتبار أن حاجة الواحد منهما للآخر لا تزال ماسة.
"حزب الله"، حتى ولو أعلن عكس ذلك، فهو لن يستجيب لأي من الطروحات او الأفكار التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قد يبدي الحزب وجهة نظر لنقاش جدي في تفاهم قاعة كنيسة مار مخايل وإدخال تعديلات عليه لكنه بالتأكيد لن يكون على حساب تحالف الحزب مع حركة أمل بأي شكل من الأشكال ولن يغير في السلوك الفعلي لـ"حزب الله" تجاه كل القضايا السياسية والأمنية والإصلاحية والاقتصادية والمالية المطروحة على الساحة اللبنانية، وسيعود التيار الوطني الحر للغة الانتقاد فقط لأن التفاهم لا بصيغته القديمة ولا بأي صيغة جديدة سيؤدي إلى نجاح مشروع بناء الدولة وسيادة القانون كما يطالب التيار.
هذا الواقع يدركه بوضوح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولذلك فهو لم يستطع السكوت، ولكنه في المقابل لا نية له بالانسحاب من هذا التفاهم فهو ما زال بحاجة إليه ولا سيما انتخابياً على الصعيد النيابي وعلى الصعيد الرئاسي حتى ولو حاول نفي ذلك، ولكن السؤال هل يمنح الحزب النائب باسيل أي "إنجاز" فعلي كي يعزز موقعه الانتخابي؟
سيؤيد "حزب الله" الدعوة إلى طاولة الحوار التي اقترحها رئيس الجمهورية ولكنه طبعاً لن يسير في استراتيجية دفاعية غير تلك التي تحفظ سلاحه وحرية استعماله متى وأينما شاء، وربما يؤيد اللامركزية الإدارية ولكنه بالتأكيد لن يكون مع اللامركزية المالية، ويكرر الحزب بأنه ضد الفساد ويؤيد الإصلاح، لكنه يعلم جيداً أن المستهدف بطروحات الفساد من قبل التيار الوطني الحر هو بالدرجة الأولى الرئيس نبيه بري فهل "حزب الله" على استعداد لمسايرة النائب باسيل ونقل المشكلة إلى داخل البيت الشيعي؟
ليس لدى "حزب الله" في السياسة الكثير ليعطيه للنائب جبران باسيل، والسؤال هل للنائب باسيل خيارات سياسية أخرى غير "حزب الله"؟