لمواجهة التفشّي السريع للمتحوّرة "أوميكرون" الشديدة العدوى، تعتمد البلدان في كلّ أنحاء العالم بشكل متزايد على التطعيم لتجنّب الشلل الاقتصادي، في وقت أعلن العديد منها تخفيف تدابير عزل المرضى وعائلاتهم.
وتأتي أوروبا، البؤرة الرئيسية للوباء حاليّاً، في طليعة المناطق المعنيّة، مع رصد 4.9 مليون إصابة خلال 7 أيام، أي بزيادة 59 في المئة عن الإصابات الجديدة التي سجّلتها الأسبوع الذي سبق. وبلغ العدد الإجمالي للمصابين في "القارة العجوز" أكثر من 100 مليون منذ كانون الأوّل 2019.
وفي الأثناء، حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن مستشفيات البلاد ستتعرّض لضغوط كبيرة في الأسابيع المقبلة، بسبب التفشي المتسارع لـ"أوميكرون"، لكنه استبعد فرض قيود صحيّة جديدة، مشدّداً على مواصلة سياسة الفحوص والتطعيم المكثف التي قادت إلى منح 76 في المئة من الراشدين جرعة لقاح معزّزة.
وعلى الطرف الآخر من المحيط الأطلسي، أجازت السلطات الصحية الأميركية إعطاء جرعة معزّزة من لقاح "فايزر" للفئة العمرية بين 12 و15 عاماً، وخفّضت من 6 إلى 5 أشهر المهلة قبل تلقي الجرعة الثالثة لكلّ الشرائح العمرية.
وسمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أيه) أيضاً بجرعة معزّزة من لقاح "فايزر" للأطفال الذين يُعانون من نقص في المناعة وتتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، وعلى سبيل المثال الأطفال الذين خضعوا لزرع أعضاء.
وكان البنتاغون قد أعلن الأحد أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مصاب بـ"كوفيد"، لكن أعراض المرض التي يُعانيها خفيفة، مشيراً إلى أنه سيمكث في الحجر الصحّي في منزله على مدى الأيام الخمسة المقبلة.
وفي الشرق الأوسط، دعت الكويت مواطنيها إلى عدم التوجه إلى دول أوروبّية عدّة من بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، ومغادرتها في حال تواجدهم فيها، بسبب ارتفاع عدد الإصابات. كما دعت مواطني البلاد إلى مغادرة المغرب، في حين أعلنت السعودية تسجيل أكثر من 1700 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة للمرّة الأولى منذ نهاية حزيران.
من جهتها، بدأت إسرائيل تطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والعاملين في مجال الصحة بالجرعة الرابعة. واصطفّ العاملون في قطاع الصحة في مستشفى "إيخيلوف" في تل أبيب لتلقي اللقاح. وبالقرب من المستشفى، بدأ أشخاص تجاوزوا الستين عاماً بتلقي اللقاح في فرع عيادة "كلاليت"، كبرى العيادات في إسرائيل.
وفي أقصى شرق آسيا، أطلقت الهند حملة لتطعيم المراهقين الذين يبلغون 15 عاماً وما فوق، فيما تُكثف السلطات التدابير الصحية في المدن الكبرى للحدّ من انتشار "أوميكرون"، تجنّباً لتفشي الوباء في البلاد على غرار ما حصل الربيع الماضي.
أمّا في الصين التي تتّبع سياسة "صفر كوفيد"، فأعلنت السلطات أنها أقالت مسؤولَيْن كبيرَيْن في شيآن بعد ظهور بؤرة لـ"كورونا" في المدينة الواقعة في شمال البلاد، من أجل "تعزيز عمل الوقاية والسيطرة على الوباء" في المنطقة.
