جاد حداد

ما الرابط بين أمراض اللثة وصحة القلب؟

5 كانون الثاني 2022

02 : 00

مقارنةً بأصحاب اللثة السليمة، يكون المصابون بأمراض دواعم السن أكثر عرضة بمرتَين للنوبات القلبية. تتعدد عوامل الخطر المشتركة التي تفسّر هذا الرابط المحتمل، منها التدخين، وسوء الحمية الغذائية، وغياب الرعاية الصحية وعدم الاعتناء بالأسنان. لكن يبدو أن بعض الالتهابات الجرثومية والفيروسية يزيد مخاطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية أيضاً. كذلك، تزداد الأدلة التي تكشف أن الجراثيم والالتهابات قد تشرح الرابط بين الفم والقلب.

تقول الدكتورة تيان جيانغ، اختصاصية في التعويضات السنية في قسم صحة الفم وعلم الأوبئة في كلية "هارفارد" لطب الأسنان: "الفم هو المدخل إلى بقية أعضاء الجسم، لذا ليس مفاجئاً أن تؤثر صحة الفم على الوضع الصحي العام والعكس صحيح".

يشمل الفم طبيعياً مئات أنواع الجراثيم المختلفة. يقتات البعض على السكريات ويطلق أحماضاً كفيلة بتفكيك الطبقة الخارجية من الأسنان، ما يؤدي إلى ظهور التسوس. تنتج أنواع أخرى من الجراثيم طبقة البلاك التي تزداد صلابة وتتحول إلى جير ما لم يتم نزعها عبر تنطيف الأسنان بانتظام بالفرشاة والخيط. لا يمكن نزع هذه الرواسب الصلبة والمتكلّسة إلا عبر تنظيف الأسنان بطريقة احترافية في عيادة الطبيب.

أعراض أمراض اللثة

قد تكون مصاباً بأمراض اللثة إذا ظهرت لديك الأعراض التالية:

• تورم أو احمرار أو ليونة في اللثة.

• نزيف اللثة بسهولة.

• ظهور قيح بين الأسنان واللثة.

• رائحة فم كريهة.

• تراكم رواسب صفراء أو بنّية صلبة على طول بطانة اللثة.

• تخلخل الأسنان أو تباعدها.

• مقاس أطقم الأسنان لا يعود مناسباً.

جراثيم متنقلة؟

قد تنتقل الجراثيم المسؤولة عن أمراض اللثة إلى الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم. وُجِدت جراثيم دواعم السن في الرواسب الدهنية التي تسدّ الشرايين الواقعة في مكان بعيد عن الفم وفي الجلطات الدموية لدى أشخاص أصيبوا بنوبات قلبية.

توضح جيانغ: "عند الإصابة بأمراض اللثة والقلب معاً، وجدنا الجراثيم في مواقع لا يُفترض أن تصل إليها". يبدو أن الاستجابة المناعية تجاه هذه الجراثيم التي تنتشر في مكان خاطئ تطلق سيلاً من خلايا الدم البيضاء. ثم يؤدي الالتهاب الناجم عن هذه العملية إلى نشوء جلطات صغيرة والتعرض لنوبة قلبية أو جلطة دماغية.

وبحسب مراجعة حول صحة الفم وأمراض القلب والأوعية الدموية نشرتها "المجلة الأميركية لطب القلب الوقائي" في العام 2021، تكون العوامل المرتبطة بزيادة أمراض القلب (السكري، ارتفاع ضغط الدم والكولسترول، البدانة) شائعة لدى المصابين بأمراض دواعم السن.

لمعالجة أمراض اللثة، يستطيع طبيب الأسنان أن يستعمل أداة تقشير يدوية أو أجهزة بالموجات فوق الصوتية لإزالة الجير فوق خط اللثة وتحته. تُعرَف هذه العملية باسم تقليح الأسنان وكشط الجذر، وهي أكثر عمقاً وفعالية من جلسات التنظيف العادية التي يخضع لها الناس مرتَين في السنة. قد تسمح معالجة أمراض دواعم السن بتخفيض مستويات المؤشرات الالتهابية في مجرى الدم، لكن تتراجع الأدلة التي تثبت قدرتها على كبح النوبات القلبية أو مشاكل قلبية ووعائية أخرى.

خطوات للوقاية من أمراض اللثةللوقاية من أمراض اللثة، يبقى تنظيف الأسنان يومياً بالفرشاة والخيط عاملاً أساسياً، حتى أن هذه الخطوة قد تضع حداً لالتهاب اللثة قبل أن تتفاقم المشكلة. إذا توقفتَ عن تنظيف أسنانك بالخيط منذ فترة، قد تلاحظ نزيفاً بسيطاً حين تستأنف هذه العادة. يشعر البعض بالتوتر في هذه الحالة ويتوقف عن استعمال الخيط. لكن لا داعي للقلق! حين تعتاد على تنظيف الأسنان بالخيط مجدداً، سيخفّ النزيف خلال بضعة أيام. لكن إذا لاحظتَ مؤشرات أخرى على أمراض اللثة، خذ موعداً من طبيب الأسنان.

أخيراً، قد تكون الحمية الصحية مفيدة أيضاً. يعرف معظم الناس أن السكاكر الصلبة أو المطاطية وأي حلويات لزجة أخرى تزيد احتمال تسوّس الأسنان. لكنّ السوائل الغنية بالسكر، مثل المشروبات الغازية، تغذي الجراثيم التي تُسبب التسوس وأمراض اللثة عند ارتشافها على مر اليوم. ينطبق ذلك أيضاً على الكربوهيدرات المكررة التي تلتصق بالأسنان، مثل المقرمشات والخبز المصنوع من طحين أبيض. كذلك، ترتبط الحمية الغنية بالسكر بزيادة مخاطر أمراض القلب.

يصاب حوالى ثلثَي الناس بعد عمر الخامسة والستين بأمراض اللثة أو ما يُعرَف طبياً باسم أمراض دواعم السن. تبدأ المشكلة حين يتراكم البلاك (طبقة لاصقة من الجراثيم والمأكولات) حول الأسنان. في المراحل الأولى، قد تنزف اللثة بسهولة بسبب التهابها. لكن قد تتفاقم الحالة إذا لم تُعالَج بالشكل المناسب وتجعل الأسنان تتخلخل وتسقط في أسوأ الأحوال.


MISS 3