محاولة باكستانيّة للتوسّط بين طهران والرياض

خان يلتقي خامنئي وروحاني

01 : 08

خامنئي خلال لقائه خان بحضور روحاني في طهران أمس (أ ف ب)

في إطار وساطة باكستانيّة بين طهران والرياض لنزع فتيل التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج، أجرى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس محادثات سياسيّة في إيران. وتباحث خان والرئيس الإيراني حسن روحاني في القصر الرئاسي، والتقيا لاحقاً المرشد الأعلى للجمهورية الإسلاميّة علي خامنئي.

وقال خان للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني: "سبب هذه الزيارة هو أنّنا لا نرغب في نزاع بين السعوديّة وإيران"، مضيفاً: "مهما تطلّب الأمر، يجب ألّا نسمح بحدوث هذا النزاع، لأنّ هناك جهة ذات مصلحة تُريد أن يحدث ذلك". واعتبر أن هذه مسألة معقّدة لكن يُمكن حلّها عن طريق المحادثات، محذّراً من أن أيّ نزاع بين إيران والسعوديّة "سيتسبّب بفقر في العالم".

ورغم تأكيده أن زيارته إلى طهران والرياض تأتي بمبادرة باكستانيّة، كشف خان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه كذلك "تسهيل إجراء نوع من أنواع الحوار بين إيران والولايات المتّحدة"، بينما أكّد روحاني الموقف الرسمي لبلاده لجهة أن على واشنطن أن تعود إلى الاتفاق النووي وأن ترفع العقوبات القاسية قبل بدء أيّ حوار معها، مضيفاً: "أيّ بادرة حسن نيّة ستُقابل بمثلها وبكلمات طيّبة". وأشار روحاني إلى أنّه عبّر عن قلق بلاده في شأن أمن الخليج، بخاصة في ما يتعلّق بالهجوم "الصاروخي" الأخير على ناقلة إيرانيّة كانت قبالة السواحل السعوديّة.

وقال: "لقد عبّرنا عن قلقنا لرئيس الوزراء في شأن الأحداث التي تتعرّض لها ناقلات النفط، خصوصاً التي تعرّضت لها ناقلة النفط الإيرانيّة في البحر الأحمر الجمعة".

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنّه قدّم لخان دليلاً على ما حصل، موضحاً أن التحقيقات جارية.

وتابع: "إذا اعتقد بلد ما أنّه يُمكنه أن يتسبّب بانعدام الأمن في المنطقة ولا يلقى الردّ المناسب، فإنّه مخطئ"، في حين أعلن خان أنّه متفائل جدّاً من محادثاته مع روحاني وسيتوجّه إلى السعوديّة "بروح ايجابيّة"، آملاً أن يتمكّن البلدان من تسوية الخلافات بينهما. ويتوقع أن يزور خان السعوديّة غداً الثلثاء.

من ناحيته، أكّد خامنئي خلال استقباله خان والوفد المرافق له بحضور روحاني، أن إيران قدّمت منذ فترة طويلة خطّة تتألّف من 4 بنود لوقف الحرب في اليمن، معتبراً أن النهاية الصحيحة لهذه الحرب ستترك تأثيرات ايجابيّة في المنطقة. ورأى أن العلاقات بين البلدَيْن يجب أن تكون أكثر دفئاً وأفضل ممّا هي عليه اليوم، لافتاً إلى أنّه يجب تعزيز الأمن على الحدود واستكمال المشاريع المعطّلة كخط أنابيب الغاز. ووصف خامنئي، منطقة غرب آسيا، بالحسّاسة والخطرة للغاية، مشدّداً على أن طهران لم تكن البادئة في أيّ حرب، وحذّر في الوقت عينه من أنّه "إذا بدأ أيّ طرف الحرب على إيران، فسوف يندم عليها بالتأكيد".

وهذه الزيارة هي الثانية لخان هذا العام إلى إيران، التي تتشارك مع باكستان حدوداً تمتدّ آلاف الكيلومترات. وتُمثّل إسلام أباد أيضاً المصالح القنصليّة لإيران في الولايات المتّحدة، في ظلّ انقطاع العلاقات الديبلوماسيّة بين البلدَيْن. في المقابل، ترتبط باكستان بعلاقات سياسيّة وديبلوماسيّة وعسكريّة قويّة جدّاً مع السعوديّة، حيث يعيش 2.5 مليون باكستاني. والتقى خان كلّاً من روحاني وترامب على هامش اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في نيويورك الشهر الماضي، بُعيد زيارته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعوديّة.


MISS 3