جاد حداد

رابط بين قدرات المرأة المعرفية وصحة القلب والأوعية الدموية

19 كانون الثاني 2022

02 : 00

اختلافات صحية بين الجنسين

يكون الرجال والنساء معرّضين لمشاكل صحية معينة في مراحل مختلفة من حياتهم. بشكل عام، يُطوّر الرجال عوامل خطر، مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول ومرض السكري، في عمر أصغر من النساء.

كذلك، يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب التاجي. في المقابل، تبدو النساء الأكبر سناً أكثر عرضة للجلطات الدماغية مقارنةً بالرجال من العمر نفسه.

تتعدد الدراسات التي تربط بين مشاكل القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر أو في مرحلة متقدمة من الحياة ومخاطر الإصابة بالخرف في عمر متقدم. كذلك، تشير مجموعة من الدراسات إلى وجود رابط بين أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر والتراجع المعرفي خلال المرحلة نفسها.

لكن تبقى الأبحاث حول اختلاف الرابط بين صحة القلب والصحة المعرفية لدى الرجال والنساء محدودة.

روابط جديدة محتملةحلل باحثون من مركز "مايو كلينك" في "روشستر"، مينيسوتا، الرابط المحتمل بين أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر والقدرات المعرفية في المرحلة نفسها من الحياة ومدى اختلاف هذا الرابط بين الرجال والنساء.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، ميشيل ميلكي، وهي أستاذة في علم الأوبئة وعلم الأعصاب في مركز "مايو كلينك" وعضو في "الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب": "تكشف نتائج الدراسة أن أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر في منتصف العمر ترتبط بالتراجع المعرفي لدى الرجال والنساء معاً في هذه المرحلة من الحياة. لكن تختلف درجة الارتباط بين الجنسَين. كنا نظن أن هذا الرابط سيكون أكثر وضوحاً لدى الرجال، لكننا اكتشفنا في النهاية أن العوامل القلبية والوعائية تؤثر بشكلٍ أساسي على القدرات المعرفية النسائية، مع أن نسبة أكبر من الرجال تحمل تلك العوامل في منتصف العمر".

شمل المشاركون في الدراسة 1857 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً، وكانوا قد تسجلوا في "دراسة مايو كلينك حول الشيخوخة" ولم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة.

خضع المشاركون لتقييم عيادي كل 15 شهراً طوال ثلاث سنوات، بما في ذلك فحوصات متنوعة لتقييم أداء الذاكرة، واللغة، والوظيفة التنفيذية، والمهارات البصرية والمكانية.

نتائج الدراسة

اكتشف الباحثون أن الرجال يحملون عامل خطر واحداً على الأقل على مستوى صحة القلب والأوعية الدموية، لكن تكون المرأة التي تحمل عوامل الخطر نفسها أكثر عرضة للتراجع المعرفي.

كانت المرأة المصابة بمرض في القلب مثلاً أكثر عرضة بمرتَين لتراجع علاماتها في الاختبار المعرفي المُركّب خلال فترة الدراسة.

كذلك، تكشف النتائج أن تأثير عوامل الخطر المرتبطة بصحة القلب والأوعية الدموية يختلف بين الجنسين في مجالات معرفية محددة. برز رابط مثلاً بين السكري وأمراض القلب وارتفاع الكولسترول بشكلٍ غير طبيعي من جهة وتراجع القدرات اللغوية لدى النساء حصراً من جهة أخرى. في المقابل، يرتبط قصور القلب الاحتقاني بتراجع القدرات اللغوية لدى الرجال حصراً.

تعليقاً على الدراسة، يقول الدكتور راندولف مارتن، وهو أستاذ فخري في طب القلب في قسم الرعاية الصحية في جامعة "إيموري" وكبير الأطباء في مركز "كابشن هيلث": "أهم ما تكشفه هذه الدراسة هو احتمال أن تصبح المرأة التي تحمل عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الكولسترول السيئ، أو مرض السكري، أو التدخين، أو البدانة، معرّضة للتراجع المعرفي في منتصف العمر أكثر من الرجال. سيكون تغيير أسلوب حياة النساء في عمر الأربعينات أو الخمسينات ضرورياً إذا كانت عوامل الخطر القلبية والوعائية موجودة".

تضيف ميلكي: "في معظم الحالات، لا يعطي الأطباء الأولوية لمعالجة المرأة المصابة بمشاكل مرتبطة بالقلب. لذا من الضروري أن تتلقى المرأة علاجات مكثفة إذا كانت تحمل أياً من عوامل الخطر القلبية هذه".

في النهاية، يدعو الباحثون إلى إجراء أبحاث إضافية على مجموعات متزايدة لأن جميع المشاركين في الدراسة الجديدة يأتون من مقاطعة واحدة في "مينيسوتا". هم يشددون أيضاً على ضرورة أن تُركّز الأبحاث المستقبلية على العوامل الأخرى التي تفسّر اختلاف التراجع المعرفي بين الرجال والنساء في منتصف العمر.

أصبحت مشاكل القلب والأوعية الدموية من أبرز أسباب الوفاة عالمياً، وغالباً ما ترتبط هذه الحالات الخطيرة بمشاكل صحية أخرى. وفق دراسة جديدة نشرتها المجلة الطبية "علم الأعصاب"، يبدو أن المرأة المصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر تكون أكثر عرضة للتراجع المعرفي من الرجال في العمر نفسه.


MISS 3