مايا الخوري

إدمون حدّاد: لا مجال لإضحاك الناس حالياً لأن الوضع مزرٍ

20 كانون الثاني 2022

02 : 00

قدّم عدداً من البرامج الساخرة والأدوار السينمائية الناجحة وعمل في إعداد البرامج والإعلانات، لكنه يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا في مسلسل "عالحدّ" مقدّماً شخصية "عاطف". (تأليف لبنى حداد ولانا الجندي وإخراج ليال راجحة، إنتاج شركة الصبّاح ويُعرض عبر منصة "شاهد"). عن تفاصيل شخصيته الدرامية ومجمل نشاطه المهني يتحدث إدمون حدّاد إلى "نداء الوطن".

شاركت في أعمال سينمائية فقط في خلال مسيرتك المهنية، فما الذي حفّزك للمشاركة في مسلسل "عالحد"؟

إختارتني المخرجة ليال راجحة لأداء شخصية "عاطف" لأنها شاهدت أدائي في فيلم "ورقة بيضا". بعدما تردّدْت بداية، إستطاعت إقناعي بهذه الشخصية خصوصاً أن دراما المنصّات تأخذ بُعداً أعمق من التلفزيون.

ما يعني أن المنصات تساهم نوعاً ما في رفع مستوى الإنتاج الدرامي؟

لست مطلعاً على ما يقدّمه الإنتاج التلفزيوني حالياً، إنما حققت المنصّات ثورة في الإنتاج بسبب المنافسة القائمة في ما بينها والإستثمار الناجح، ما ساهم في تنويع المواضيع ومعالجتها بعمق، وتحقيق تطوّر درامي على صعيد الكتابة والإنتاج والإخراج.


شخصية عاطف


كيف تصف شخصية "عاطف" التي تبدو في أولى الحلقات مضطربة وغامضة؟

تتوضّح خيوط هذه الشخصية أكثر في الحلقات المقبلة. يسعى كرجل بخيل إلى الكسب المادي وتسيير مصالحه وأعماله بشتّى الطرق، خصوصاً أن لديه مشكلات مادية. يعاني "عاطف" الجبان والنميم من عقد نفسية عدّة، وكونه ضعيف الشخصية أمام الآخرين، يفرض سلطته على "تلجة" الفتاة السورية المتسوّلة التي تسعى لتأمين لقمة عيشها.

حرصت في مختلف الأدوار التي أديتها على تقديم شكلٍ متمايز، ما أهمية هذه التفاصيل في رسم الشخصية؟

أدرس مسار الشخصية في الماضي والحاضر والمستقبل لبناء تفاصيل حياتها الكاملة، راسماً أسلوبها في الحكي والمشي والأسباب التي تدفعها إلى التصرّف بطريقة معيّنة في بعض المواقف. بالنسبة إلى "عاطف"، هناك أسئلة كثيرة محيطة به، منها سبب عمله في الصيدلية وزواجه من "دلال"، فاستندت إليها قبل تصوير المشاهد. أما الشكل الخارجي، فيأتي إستكمالاً لبناء الشخصية إنما ليس هو الأساس.

لفتتنا العلاقة التجاذبية في المسلسل مع النجمة السورية سلافة معمار، كيف تصف هذه التجربة الأولى معها؟

تتميّز بحضورها القوي وجاذبيتها وأدائها المتقن، تشرّفت كثيراً بمشاركتها العمل. لقد تعارفنا وتمرّنا معاً بإشراف المخرجة قبل بدء التصوير، وهذا أمر مهمّ جداً لئلا نبدو كمن يستظهر مشاهده.

تحقق المنصّات رواجاً لدى جيل الشباب، ما أهمية ذلك على صعيـــــد مستقبل الإنتاجات التلفزيونية؟

إنحصر جمهور التلفزيون بجيل معيّن بعدما إنطلق عصر المنصّات. يتابع الشباب الأحداث اليومية عبر المواقع الإلكترونية ويشاهد البرامج والمسلسلات عبر المنصّات، ما يتطلّب من المحطّات التأقلم بطريقة ذكية مع هذا الواقع الرقمي، وإلا تراجع حضورها أسوة بما حصل مع المطبوعات.

تفضيل المنصّات على التلفزيون يغيّب الممثل عن جمهور الشاشة؟

يتمحور نشاطي الحالي حول الكتابة واعداد البرامج التلفزيونية والإعلانات. أمّا على صعيد التمثيل، فلا أقبل سوى الأدوار التي تحتاج إلى إبتكار وإنتاج محترم. لذا لا يهمني الظهور عبر الشاشة بمقدار إهتمامي بنوعية ما أقدّم إلى الجمهور.


مع سلافة معمار


ما هي نشاطاتك المهنية بعيـــــداً من الشاشة؟

توقّف نشاطي المهني كله حالياً بسبب تفرّغي لكتابة عملين دراميين بمعية مجموعة من الأصدقاء. سنطرح أفكاراً متعدّدة جديدة على المنتجين والمنصّات. على صعيد آخر، تلقيت عروض عمل في الخارج مع محطات وشركات مهمّة لتصوير البرامج لكنني فضّلت المخاطرة والتركيز على كتابة المسلسلين، لأن هذا ما أطمح إليه حالياً.

هل سعيت إلى تقديم برنامج كوميدي محلّي أسوة بما قدّمت سابقاً؟

أعددت برنامجاً كوميدياً لتقديمه مع مجموعة من الممثلين الكفوئين عبر محطّة تلفزيون محلية، إنما قدّموا لنا إنتاجاً وبدل أتعاب متواضعيْن، وطُلب منّا تصويب سهام السخرية نحو جهة معيّنة، لذا لم نتّفق لا فنياً ولا مادياً.

لعبت الكوميديا الإنتقادية دوراً مهمّاً على صعيد تسليط الضوء على واقع المجتمع وخلق رأي عام معيّن معارضٍ للسلطة، فما أهمية توافرها حالياً في ظلّ الظروف التي نعيش؟

لا مجال لإضحاك الناس حالياً أو وعظهم لأن الوضع مزرٍ إلى درجة غير مقبولة. فهل يضحكون على عدم قدرتهم على شراء ربطة الخبز مثلاً؟ أصبحت هناك طبقة إجتماعية جديدة هي "الفقراء الجدد" للأسف.

أي نوع من البرامج التلفزيونية تتابع حالياً؟

تقدّم المنصّات الرقمية الإنتاجات النوعية التي تُغني عن الشاشة، أمّا بالنسبة إلى متابعة الأخبار، فأفضّل قراءتها بدلاً من تلقّيها بنشرة موجّهة. أقرأ الأخبار المحلية والعالمية وما يُكتب عنّا في الصحف العالمية، لأكوّن الرأي السياسي المبني على قراءتي الخاصة.

ألا تطمح إلى تقديم برنامج تلفزيوني؟

يحدّد عدد من الشروط مدى قبولي العودة إلى تقديم برنامج تلفزيوني، إنما الشرط الأول والأساس هو تمتّعي بحرية إبداعية مطلقة في ما يتعلق بالمحتوى، من دون الخضوع لإملاءات وطلبات غريبة لسبب أو لآخر.

أفضل طبعاً البرامج الثقافية وبرامج المعلومات العامة، لكن إذا توفّر شرط الحرية المطلقة فإنني لا أمانع إطلاقاً تقديم برنامج سياسي ساخر.


MISS 3