رمال جوني -

"هبة" تكشف الهوة بين اللبناني والنازح السوري

20 كانون الثاني 2022

02 : 00

ثلج ووسائل تدفئة بدائية

أرخت «هبة» بثقلها على حياة الناس، بدت اقرب الى إستراحة محارب من كومة الازمات التي ترافق يومياتهم، ابتعدوا عن الحديث بالسياسة والغلاء والدولار، وتلهّوا بالبحث عن الحطب كوسيلة تدفئة بديلة عن المازوت الغالي الثمن وصعب التوفر.

إنعكست برودة العاصفة القطبية على لهيب الازمات، إنزوى الناس في منازلهم هرباً من الصقيع وليس من «كورونا» وقد باتت خارج إهتماماتهم، ومن خرج لجأ الى وسائل التدفئة البدائية كالتدفئة بالتنكة والشلمون وحرق ما تيسر، فيما الغائب الوحيد الغلاء، اذ حلّت العاصفة ضيفاً على احاديث الجميع.

بإختصار، عطّلت «هبة» الحياة، أقله لـ24 ساعة، وشلت حركة الطرقات، والتزم الناس منازلهم يراقبون تطور العاصفة القطبية، بعدما اتعبتهم العواصف الإقتصادية. وحلّت درجات الحرارة مكان الأسعار وارتفاعها، وتقدّم وصول الثلج الى قرى النبطية على سعر صرف الدولار، وإن كان النازح السوري اكثر حركة في الشارع، إذ يقر الجميع بأنه بات اكثر قدرة على الشراء من اللبناني، تجده في محال الخضار، السوبرماركت، امام المصرف لتقاضي المعاش الشهري، وحتى في المحال التجارية ومحال المجوهرات، فهو يحظى بفرص للحياة أفضل بكثير من اللبناني، ما يسبب حالاً من الانزعاج لدى الاهالي ممن يشعرون أنهم باتوا نازحين في وطنهم وعاجزين عن زيارة الطبيب وشراء الدواء.

ففيما عطلت العاصفة حركة الناس، كان النازح يتحرك في الشارع، وبينما يتخبط اللبناني بصعوبة توفير المازوت للتدفئة، فإنه يتوفر للنازح مجاناً عبر الجمعيات الاجنبية. فالعاصفة كشفت حجم الهوة بين النازح واللبناني، بين نازح تتوفر له التدفئة، ولبناني يجد صعوبة في تأمينها.

كشفت العاصفة «هبة» حجم المعاناة، والمأساة الاقتصادية والاجتماعية، كثر يعجزون عن تأمين وسائل التدفئة، وكثر لجأوا الى قطع الشجر، وآخرون عادوا للتدفئة بالتنكة والحطب.

أجلت «هبة» البحث في ملف خفض اسعار السلع الغذائية والتموينية، اقله 24 ساعة، غير ان اللبنانيين لم ينسوا تلاعب التجار بهم، وتأجيلهم خفض الاسعار الى اجل، اقله الى ما بعد العاصفة، وعادوا الى زمن المجدرة والعدس وكبّة البطاطا، وغيرها من الاكلات التراثية الشتوية التي كانت ملجأ كبار السن زمن العواصف.


MISS 3