محمود عثمان

كتابات تستحق النشر

ثــــــلــــــج

22 كانون الثاني 2022

02 : 00

يا ربِّ هذا الثلجُ ينهملُ

والأرضُ من شوقٍ له قُبَلُ

زانَ التلالَ الجردَ أبيضُهُ

كالزهر في عينيَّ يشتعِلُ

إنِّي لأسمعُ رجعَ من هزَجُوا

للشاي ممزوجاً به العسَلُ

والرفشُ مثل السيفِ في يَدِهِم

ما أكرمَ الحُلمَ الذي قتَلُوا

للبرقِ في أهدابهم بَلَلٌ

للرعدِ في أصواتهم زَجَلُ

وعلى يمينِ الركنِ أرملةٌ

بيضاءُ للرحمنِ تبتهِلُ

آناً تضمِّدُ جرحَ زنبقةٍ

آناً تكفكِفُ دمعَ من رحَلُوا

آناً تخِيطُ ضلوعَ فِتيتها

وتباركُ الخبزَ الذي أكَلُوا

لولا يداها الشمسُ ما شرَقت

فإذا عمودُ النورِ يعتدِلُ

فاحفظْ إلهي ضوءَ شمعتِها

والليلُ فوق الليلِ ينسدِلُ

واربطْ على قلبِ الجبالِ فلا

تهتزُّ حين يغادرُ البطَلُ

وانشرْ جناحكَ فوق قريتنا

لينامَ جفنٌ خانَهُ الأمَلُ

وتطِيبُ أرواحٌ وأوردةٌ

طالَ الغيابُ وليس تندمِلُ

يا ربِّ لي حلمٌ وأمنيَةٌ

أن لا يحينَ الحَينُ والأجَلُ

إلاَّ وشملُ الأهلِ مجتمعٌ

إلاَّ وحَبلُ الودِّ متَّصِلُ

تلك البيوتُ الثلجُ يغمرُها

وعلى الجباهِ الطهرُ والخجَلُ

والفجرُ يا للفجرِ يغمزُها

من قبلِ أن تتفتَّحَ المُقَلُ

وأرى حَمامَ الضوءِ منتشراً

فوق الهضابِ ويكرُجُ الحجَلُ


MISS 3