جورج الهاني

رياح المنتخب وسفينة الإتحاد

29 كانون الثاني 2022

02 : 00

من المؤكّد أنّ رياح المنتخب اللبناني لكرة القدم جرت حتى اليوم بما لا تشتهي سفينة إتحاد اللعبة، الذي– والحقّ يُقال– لم يترك فرصة واحدة متاحة إلا وسخّرها لمصلحة "رجال الأرز" في مشوارهم الطويل بإتجاه التأهل الى مونديال قطر 2022.

فمن المعسكرات الإعدادية في الداخل والخارج والمباريات التحضيرية أمام أكثر من فريق ومنتخب، الى المنح والمكافآت المالية التي تكرّرت أكثر من مرّة بعد كلّ إستحقاق صعب تخطاه المنتخب بنجاح، الى توفير كافة مستلزمات الراحة والإستقرار النفسي والجسدي، فما كانت النتيجة؟

بسرعة فائقة كادت تشبه الكذبة، تبدّدت أحلام اللبنانيين بالوصول الى العرس الكرويّ العالميّ في ثلاث مباريات متتالية خاضها المنتخب الوطني على أرضه، حيث كان الأملُ كبيراً بأن ينجح في إحراز معظم نقاطها التسع أو نصفها في أسوأ الأحوال، يحملها في جعبته زاداً ثميناً في ما تبقى له من مواجهات شاقة في التصفيات الآسيوية الحاسمة، فإذ به يعجز عن قطف نقطة واحدة منها، على عكس معظم التوقعات التي كانت مبنية في الحقيقة على الكثير من التفاؤل، لكنّ التمنيات شيء والواقع شيء آخر مختلف تماماً، وها هو منتخبنا اليوم بات واقفاً على حافة الطريق ينتظر معجزة – بل أعجوبة – تصعده مجدداً الى متن الحافلة المتوجّهة الى قطر.

بعد إنتهاء المغامرة المونديالية، ثمة كلامٌ كثير يُقال، كذلك بالتأكيد يجب أن تكون هناك قراراتٌ إتحادية حازمة، وربّما موجعة، من أجل إعادة تصويب البوصلة تمهيداً لخوض غمار تحدّيات كروية جديدة كثيرة تنتظرنا في المستقبل، على رغم أنّ الفرصة التاريخية التي كانت سانحة أمامنا هذه المرّة قد ننتظر طويلاً لإلتقاط واحدة مماثلة.


MISS 3