يدخل مسلسل Dark Desire (للرغبة وجوه مظلمة) في خانة الدراما والغموض، وهو من كتابة ليتيسيا لوبيز مارغالي وبطولة مايتي بيروني، وأليخاندرو سبايتزر، وكاثرين سياشوك، وإيريك هايزر، إلى جانب ممثلين ثانويين آخرين. يتألف الموسم الثاني من 15 حلقة، وتتراوح مدة كل واحدة منها بين 35 و40 دقيقة.
تمضي "ألما" المتزوجة نهاية أسبوع مصيرية بعيداً عن منزلها، فتعيش تجربة مليئة بالشغف لكنها تنتهي بمأساة كبرى تدفعها إلى التساؤل حول حقيقة المقربين منها.
يشمل المسلسل مشاهد جنسية كثيرة وحبكة ضعيفة. تبدأ الحلقة الأولى من الموسم الثاني بالأحداث التي انتهى بها الموسم الأول. لا تزال "ألما" مهووسة بـ"داريو" الذي أصبح مخطوباً الآن على ما يبدو. في الحلقات الأولى، توحي تصرفات "ألما" بأنها توشك على فقدان صوابها في لحظة معينة. في المقابل، تنتقل الأحداث من الماضي إلى الحاضر، فتعرض ما حصل في الفترة الفاصلة بين الموسمين والأسباب الكامنة وراء عصبية جميع الشخصيات، لا سيما "داريو".
تتلاحق التطورات في هذا الموسم، فيطلق موت إحدى الشخصيات تحقيقاً آخر وتحوم الشكوك كالعادة حول الأسماء نفسها. لكن لا مفر من التساؤل هذه المرة: "داريو" مريض نفسي أم مجرّد مخادع؟ هذا السؤال يخيّم على جميع الأحداث ويعطي القصة طابعاً ترفيهياً ولو أنه مزعج ومثير للشفقة أحياناً. في مطلق الأحوال، لا مفر من الانزعاج من شخصية "ألما" هذه المرة. هي لا تفكر بنفسها ولو للحظة قبل الاستسلام لرغبات "داريو". إنه وضع غريب جداً، لكنه يسلّط الضوء على طبيعة العلاقات السامة.
على صعيد آخر، تتطرق القصة إلى موضوع استغلال القاصرين، لكن لا أحد يشير إلى فظاعة هذا التصرف، لا سيما حين تأتي الإساءة من أحد المعارف الناضجين. لا أحد يذكر مثلاً أن هذا السلوك خاطئ، بل تتكلم الشخصيات عن الموضوع بطريقة عادية رغم وجود شريط جنسي. إنه جانب مريع من القصة لأن هذا النوع من الاستغلاليين يستحق السجن. كان يكفي أن يذكر أحد بشاعة ما يحصل في المسلسل، لكن تبقى هذه النقطة جانبية للأسف. ولن تقف هذه الحبكة عند هذا الحد بل إنها تصل إلى نهاية مرعبة.
يحمل الموسم الثاني بعض التحولات المشوقة وقد تعوّض هذه التطورات عن الابتذال الطاغي على معظم الأحداث. قد تبدو جوانب معينة من القصة غريبة، لكن يسهل أن تجذب المشاهدين وتدفعهم إلى متابعة المشاهدة حتى النهاية. قد تكون الأفكار المطروحة مبالغاً فيها أحياناً، لكن ينجح الموسم الثاني بطريقة معينة في الحفاظ على اهتمام الجمهور بفضل أحداثه الجنونية وغير المتوقعة.
لكنّ هذا الجانب غير المتوقع ينجم عن السخافة المفرطة، إذ يختار الموسم الثاني أسهل طريق على الإطلاق. من الواضح أن صانعي العمل كانوا أمام خيارَين مبتذلَين ومن الإيجابي أنهم اختاروا أغبى خيار بينهما. رغم سخافة كل ما نشاهده، قد نشعر بالامتنان على الأرجح لأن الأحداث لا تزداد سوءاً. مع ذلك، يسهل أن نستمتع بالخطوط الدرامية التي تتلاحق مع مرور كل دقيقة جديدة.
من ناحية أخرى، قد نتساءل أيضاً عن سبب قلة كفاءة الشرطة في هذا المسلسل. يكتشف شاب عمره 18 سنة ما تعجز الشرطة عن اكتشافه مثلاً. إنه حدث صعب التصديق! يسبق "إستيبان" و"ألما" وجميع الشخصيات الأخرى الشرطة في التحقيقات الحاصلة. حتى أن شخصية "مونتانو" تذهب لمقابلة المشتبه به الأول مباشرةً وتتعرض لإطلاق النار في خضم هذه العملية. إنه أمر سخيف!
في ما يخص النهاية، لن نكشف تفاصيل كثيرة طبعاً. لكن يمكن القول إن المسلسل يحافظ على السر الذي يخفيه حتى اللحظة الأخيرة من مدة العرض. لذا سنتابع التساؤل حول حقيقة ما يحصل ونشكّ بتحركات الجميع على مر القصة. في البداية، قد نتساءل إذا كانت "ألما" مسؤولة عن كل شيء، ثم يسهل أن نشكّ بندم "إستيبان"، وقد لا يكون المذنب إلا "داريو" المراوغ. تتعدد الأسئلة التي تشغلنا على مر المسلسل لأن الحبكات كثيرة والمعلومات الجديدة تتلاحق في كل لحظة.
باختصار، لا يمكن اعتبار النهاية مُرضِية بالكامل. حين نكتشف حقيقة الوضع، لن تكون النتيجة النهائية بقدر توقعاتنا. كان من الأفضل أن يتمسك صانعو العمل بأحد الخيارات الغبية للحفاظ على المستوى نفسه من الأحداث المفاجئة حتى النهاية. لا يستطيع أي عمل أن يرضي جميع الأذواق طبعاً، لكن حبذا لو ركّز هذا المسلسل على تصرفات "داريو" الغريبة وعلاقتها بماضيه. لكن لن يحصل ذلك للأسف.
في النهاية، يحافظ الموسم الثاني على المستوى نفسه من السخافة والتشويق في آن. قد يكون هذا الجزء أفضل بقليل من الموسم الأول، لكنه ليس منطقياً بدرجة كافية. كل من شاهد المسلسل في الأصل بسبب وفرة مشاهده الجريئة قد يستمتع بهذا الموسم الذي يشمل أيضاً لقطات من الماضي. لكن لا مفر من أن نشعر بسخافته بعد انتهاء كامل حلقاته.