جاد حداد

The Intruder... سيئ على جميع المستويات

16 شباط 2022

02 : 00

يدخل فيلم The Intruder (المتطفل) في خانة قصص التشويق المرتبطة بغزو المنازل الآمنة، على غرار Pacific Heights (مرتفعات المحيط الهادئ) و Breaking In (الاقتحام). تقتصر مدة الفيلم على 84 دقيقة، لذا قد نفترض أن أحداثه ستكون سريعة بما يكفي لجعلنا نغفل عن غياب الأحداث المنطقية. لكنّ الواقع مختلف للأسف. على غرار آخر فيلم سيئ للمخرج ديون تايلور، Traffik، لن نصل إلى "أفضل أجزاء" الفيلم قبل مرور وقت طويل. يفتقر العمل أيضاً إلى التشويق الكافي رغم تعدد المشاهد المرعبة فيه. الأسوأ من ذلك هو أن بطلة القصة تقوم بتصرفات غبية وتحتاج إلى زوجها لإنقاذها.

يكون زوجها "سكوت راسل" (مايكل إيلي) خبيراً ناجحاً في مجال التسويق في سان فرانسيسكو، وهو متيّم بحب زوجته "آني" (ميغان غود) لدرجة أن يبدي استعداده لشراء منزل سعره 3 ملايين دولار في وادي "نابا" لإرضائها مع أنه لا يحبذ العيش هناك. "تشارلي بيك" (دينيس كويد) هو صاحب البيت الأرمل الذي يبيع قصر الأحلام إلى "آني"، لكنه يقول لها: "إذا لم تكن "الأم" سعيدة، لا أحد يبقى سعيداً". بعد لقائه اللطيف مع الزوجَين "راسل"، يظهر "تشارلي" فجأةً من الغابة وهو يحمل بندقية ويطلق النار على غزال أمام أنظار الثنائي الذي يفكر بشراء منزله. لكنه لا يكتفي بإطلاق النار على الغزال، بل يدوس على جثته المهشّمة بطريقة وحشية.

من الواضح أن "تشارلي" سيُسبب لهما المشاكل، لكننا نعرف أن الأبطال يحتاجون إلى بعض الوقت دوماً لاكتشاف نوايا الرجل السيئ في القصة. تبدو تصرفات "تشارلي" مقلقة منذ البداية هذه المرة، ومع ذلك تُصِرّ "آني" على شراء ذلك المنزل ولا تهتم بأي شيء آخر. يقرر الثنائي شراء المنزل في مطلق الأحوال. يقول "تشارلي" لـ"آني" إن منزلها الجديد يحمل اسم زهرة "قفاز الثعلب". ثم يخبرها بأنها نبتة سامة جداً، وكأنه يريد أن يوحي لها بما ينتظرها.

يشعر "سكوت" بالقلق من "تشارلي"، بينما تغفل "آني" عن حقيقة ما يحصل في معظم فترات الفيلم لدرجة أن تستفز المشاهدين. يعجز "تشارلي" عن مغادرة منزله العزيز بعد بيعه، فلا يكف عن الحضور للقيام بنشاطات متنوعة مثل جز العشب، أو التجسس على المالكين الجدد، أو توبيخ "سكوت" حين يحاول إحداث تعديلات في المنزل الذي أصبح مُلكاً له.



لكن رغم هذه العوامل كلها، لا تتردد "آني" في دعوة "تشارلي" إلى عشاء عيد الشكر حيث يُهينه صديق "سكوت" المقرّب، "مايك رينفرو" (جوزيف سيكورا)، قبل إطفاء سيجارته بالعشب في الخارج. في اليوم التالي، يكتشف "مايك" أثر سيجارة محروقة في مقعد السائق في سيارته الفخمة، فينضم إلى قائمة المشككين بنوايا "تشارلي". لكن كما يفعل أصدقاء الأبطال في هذا النوع من الأفلام، يرتكب "مايك" الخطأ نفسه ويراقب "آني" في لحظات غير مناسبة.

سرعان ما يصبح "تشارلي" أكثر اضطراباً، حتى أنه يبدأ بدخول المنزل من دون معرفة الزوجَين. حين يحصل ذلك، يطلب "سكوت" من "آني" أن توقف التواصل معه، لكنها تُصِرّ على إدخال الرجل إلى منزلها طوعاً. هذا التصرف يقضي على جميع مظاهر التشويق ويبدو صعب التصديق. يزداد الوضع سوءاً بسبب سوء اختيار الممثل لتجسيد دور المضطرب نفسياً. دينيس كويد ممثل جيد لكنه لا يجيد تقديم الشخصيات المريضة نفسياً. حتى أنه ليس مقنعاً بما يكفي في المشاهد البغيضة التي تشمل محاولة اغتصاب. وحين تبلغ الأحداث ذروتها في هذه القصة يبدو المونتاج رديئاً، فلا يرضي رغبة المشاهدين في معاقبة "تشارلي" بالشكل الذي يستحقه.

أخيراً، يخلو الفيلم من أي أحداث مفاجئة. كان هذا الوضع ليصبح مقبولاً لو كانت العناصر الأخرى متقنة، لكنها ليست كذلك. الكيمياء معدومة بين مايكل إيلي وميغان غود، مع أن مشهداً جنسياً يجمعهما على وقع موسيقى البلوز. هما يقدمان أداءً أفضل في مشاهد الشجار. وحين يتفقان أخيراً على التعاون معاً لإنقاذ نفسَيهما، كان من الأفضل أن تنقذ "آني" الوضع بعد الازدراء بشخصيتها على مر الفيلم، علماً أن المخرج تايلور يميل على ما يبدو إلى تصوير مشاهد الاعتداء الجنسي في أفلامه دوماً. لكن ينتهي هذا الفيلم للأسف بتجاوز "سكوت" خوفه الهوسي من الأسلحة وتحويله إلى البطل الذي ينقذ زوجته. حبذا لو أنقذته "آني" لتغيير الأفكار النمطية الشائعة في هذه القصص...


MISS 3