محمود عثمان

كتابات تستحق النشر

قرية العشاق

26 شباط 2022

02 : 00

يا قريةَ العشَّاقِ يومَ زيارتي

نصَبَ الكمينَ لموكبي وَزَّالُهَا

مَدَّ الأريجَ إلى العناقِ يمينُهَا

وسَخا بأصفرِهِ البهيجِ شِمالُهَا

مثلَ الشُّموعِ الزاهياتِ تلألأتْ

ومشَتْ على وهجِ الرماحِ تِلالُهَا

بكتيبةٍ صفراءَ تحشدُ حُسنَها

لكتيبةٍ حمراءَ حانَ نِزالُهَا

ما زرتُهَا تلك السفوحَ مُعَاتبًا

إلا وطارحني الغرامَ غَزالُهَا

يا قريةً غفَرتْ جنونَ قصائدي

وحَرامُ شِعري في النِّساءِ حَلالُهَا

دينُ الجَمالِ ولا أقولُ مذاهبٌ

مثلَ الورودِ تنوَّعتْ أشكالُهَا

خرجتْ إليَّ من الخدورِ نساؤها

وأتى إليَّ من الكرومِ رجالُهَا

حملوا السِّلالَ على مدى راحاتهم

والدالياتُ الدانياتُ سِلالُهَا

أنا يا سُفوحُ كما زهوركِ عاشقٌ

واسمُ الحبيبِ على الشِّفاهِ سُؤالُهَا

والنحلةُ الصفراءُ توقدُ في دمي

ذاك الحنينَ كما يشعُّ زُلالُهَا

أنا يا سُفوحُ وما عرَفتُ من الهوى

إلاَّ رُباكِ الوارفاتِ ظِلالُهَا

أنا يا سُفوحُ وكم كتمتُ مواجعي

حُبًّا... كما قتلَ الظباءَ جَمالُهَا

ما أبصَرتْ عينايَ ضوءَ فَراشةٍ

إلاَّ ورنَّقَ بالدُّموعِ هُزالُهَا

أو بادرتْ كفِّي بنفسجةَ النَّدى

إلاَّ وكحَّلَ مُقلتَيَّ زَوالُهَا

أو رحتُ أسمعُ في البروقِ سَحابةً

إلاَّ وحشرجَ في الضلوعِ سُعالُهَا


MISS 3