الموصل القديمة تعود إلى الحياة

02 : 00

تحت مئذنة جامع النوري الحدباء التي تعود للقرن الثاني عشر، ينشط عمال تكدّست من حولهم قطع الطوب والمرمر المتبقية ممّا دمره الجهاديون، في أشغال ترميم تهدف إلى إعادة مدينة الموصل القديمة إلى الحياة، بمساجدها وكنائسها وبيوتها.

وشكّل حيّ المدينة القديمة بشوارعه المتعرجة، الملاذ الأخير الذي تحصّن فيه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين قاتلوا قتالاً شرساً قبل طردهم من المدينة في صيف العام 2017. وتنتشر في المدينة القديمة اليوم ورش بناء وترميم ضمن إطار مشروع "إعادة إحياء روح الموصل" الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بتمويل من الإمارات والاتحاد الأوروبي.

وبعد إزالة 5600 طن من الركام، تنطلق أعمال ترميم المئذنة في آذار على هامش زيارة للمديرة العامة لليونسكو. بعد ذلك، تبدأ الأعمال على المسجد هذا الصيف. ويتوقع أن ينتهي العمل في الموقع بحلول نهاية العام 2023. ولا يزال الموقع غنياً بالمفاجآت. فقد تمّ العثور في كانون الثاني على قاعة صلاة تحت الأرض تعود للقرن الثاني عشر.

وجمعت اليونسكو من أجل مشروع "إعادة إحياء روح الموصل" 110 ملايين دولار. وبالإضافة إلى مسجد النوري، العمل قائم لترميم كنيستي الطاهرة والساعة، ومئات المنازل، ومدرسة الحيّ.

وفي كنيسة الطّاهرة للسّريان الكاثوليك، يمكن رؤية حفرة في الأرض حيث كان يقع بهو الكنيسة التي شيّدت في العام 1862 لتشكّل امتداداً لكنيسة مجاورة يبلغ عمرها 800 عام. في المجمّع الذي يضمّ أربع كنائس، أقام تنظيم الدولة الإسلامية إداراته. قرب باحة الكنيسة، حُطّمَت صلبان ومنحوتات لوجوه ملائكة كانت معلّقة على الجدران. في الأزقة الضيقة عشرات المنازل قيد الترميم، عمر بعضها بين 100 و150 عاماً. خلف الأسطح والباحات المموهة بخيوط الشمس، تظهر الواجهات المرمرية الأنيقة المزخرفة بعضها بنقوش تعود للحقبة العثمانية. 


MISS 3