أظهر فوز المخرجة الكاتالونية كلارا سيمون بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، وترشيح أربعة إسبان لجوائز الأوسكار لهذا العام، بينهم الزوجان خافيير بارديم وبينيلوبي كروز، أنّ الفن السابع (السينما) الإسباني يبهر الأوساط السينمائية العالمية التي تمدّ له السجاد الأحمر.
فإسبانيا لم تكن يوماً من طينة الدول ذات التراث السينمائي العريق والحضور القوي جداً في الفن السابع، بل بقيت حتى الأمس القريب تجد صعوبة في إيجاد موقع لها على الساحة الدولية في هذا المجال. لكنّ السينما الإسبانية نجحت بعد ذلك في اللحاق بالركب، وباتت تفوز بالجوائز باستمرار، على نحو ما فعلت كارلا سيمون في مهرجان برلين بفيلمها "الكاراس".
وأفادت المعلومات بأنّ اسم بينيلوبي كروز مطروح لتولّي رئاسة لجنة التحكيم في الدورة المقبلة لمهرجان "كان"، وهو شرف سبق ان أعطي عام 2017 لبيدرو ألمودوفار الذي يُعتبر إلى حد بعيد المخرج الإسباني صاحب الشهرة الأكبر في الخارج.
إلا أن كثراً من الخبراء في هذا القطاع لاحظوا أنّ الفن السابع في إسبانيا يتمتع بتمويل أقل من ذاك المخصص للسينما الفرنسية، في الجانب الآخر من جبال البيرينيه. ورأى مدير مهرجان "سان سيباستيان" السينمائي المرموق خوسيه لويس ريبوردينوس أنّ "السينما الإسبانية تعيش أفضل لحظاتها"، شارحاً أنّ "ثمة الكثير من السينما والإنتاج السمعي البصري في الوقت الراهن في إسبانيا، مع منصات توفّر الكثير من العمل، وتتيح للفنيين الإسبان أن يكونوا أفضل". وباتت إسبانيا التي اجتذبت مناظرها الطبيعية الشبيهة بالغرب الأميركي الإنتاجات الهوليوودية منذ ستينيات القرن العشرين، مرغوبة أكثر فأكثر من منصات إنتاج المسلسلات، إذ إنّ "نتفليكس" مثلاً، التي افتتحت في مدريد عام 2019 أول استوديوهاتها الأوروبية، عرضت مسلسلات إسبانية ناجحة مثل La Casa De" Papel" أو "Elite".