مايا الخوري

طوني عاد: من لا يخضع لنقد ذاتي يُنهي مسيرته

28 آذار 2022

02 : 01

مع سمير يوسف وهند باز في كواليس عاطل عن الحرية
بعد مسيرة شيقة في الدراما والمسرح، ينطلق الممثل طوني عاد بعالم الإخراج التلفزيوني في مسلسل "الزوجة الأولى" الذي يعرض عبر محطة الجديد. عاد، الذي انتخب أخيراً عضواً في نقابة الفنانين يتحدث عن برنامج النقابة وتجربته في الإخراج.

يواجه قطاع الفنّ مشكلات كثيرة على الصعيد المادي والحقوقي، أي دور سيقوم به المجلس النقابي المنتخب لمواكبة هذه التحديات؟

طالما أن النقابة، في الأساس، هي تجمّع مطلبي للحفاظ على حقوق العاملين فيها والمنتسبين إليها وتحسين أوضاعهم الفنية والحياتية والمادية، لذا يرتكز دورنا البديهي كمجلس نقابي على توفير هذه الأمور. أمّا برنامجنا النقابي الخاص، فهو السعي إلى إستحصال قانون تنظيم المهنة لدى العاملين في القطاع الفني وخصوصاً الممثلين. أصبح القانون في مراحله النهائية بعد صدور المراسيم التطبيقية فيه ولا يحتاج سوى توقيع الوزير لتسير التدابير بشكل تلقائي تدريجي. فتمارس نقابتنا عملها أسوة بالنقابات الأخرى، ويخضع العاملون في القطاع الفنيّ للقانون بدلاً من الأعراف التي سادت سابقاً.

يلقي الوضع الإقتصادي الصعب بثقله على القطاعات كافة، فكيف تصمد الإنتاجات المحلية؟

تختلف نوعية الإنتاجات، هناك إنتاج يُعرض عبر المنصات الرقمية والقنوات العربية، يخشى خسارة مموّليه الذين يسددون بالعملة الأجنبية، في مقابل إنتاج بلدي محدود التمويل، بسبب بيع أعماله للمحطات المحلية التي تدفع مبالغ محدودة في مقابل الحلقة التلفزيونية. وهذا ما يسمّى بإنتاج" low budget". وبالتالي لا يستطيع المنتج السخاء على مُنتج والتكلّف بمبالغ طائلة، طالما لا يضمن مردوداً يؤمن إستمراريته.

إنما تتجه الأنظار مستقبلاً نحو إنتاجات المنصّات الرقمية، وليس الإنتاج التلفزيوني التقليدي؟

صحيح. برأيي قد يصمد التلفزيون لمدّة قصيرة بعد. من البديهي أن يتوجه العالم كله نحو المنصات الرقمية مستقبلاً.


بعد إنتهاء الجزء الأول من مسلسل "الزوجة الأولى"، وإنطلاق تصوير الجزء الثاني كيف تقيّم مسار العمل؟

وردني خبر بأنه حقق نسبة مشاهدة مرتفعة. أمّا بالنسبة إلى ردود الفعل التي سمعتها شخصياً، فإلى جانب دعم المحبّين الذين يشيدون دائماً بأعمالي، ثمة آراء لأشخاص موضوعيين تابعوا المسلسل، أعربوا عن إعجابهم بما قدّمناه. أتمنى أن تكون هذه الآراء صائبة، فنتشجّع على الإستمرار في الإخراج. برأيي لو لم ينجح المسلسل، لما إنطلقنا في تصوير الجزء الثاني الذي سيُعرض في شهر رمضان المقبل.


أثناء التصوير



هل ترى الجزء الثاني إستكمالاً لنجاح الجزء الأول؟

يجب أن نستمرّ بالمستوى نفسه وتحسين الأداء في المستويات كافة، تمثيلاً وإخراجاً. إن متابعة الجمهور للمسلسل دافع إضافي لنا للسعي إلى الأفضل.

ما أهمية النقد الذاتي؟من لا يخضع لنقد ذاتي، ينهي مسيرته الفنية بيده، لذا من الطبيعي أن أقوم بذلك لئلا تتوّقف مسيرتي وتنطفئ.

تشارك في دور صغير في هذا المسلسل، رغم أننا إعتدنا الدقّة في خياراتك الفنيّة؟

لا أقيس أهمية الدور بحجمه. لقد إخترت شخصية جميلة جداً لديها وقع خاص على سير الأحداث، تلقي الضوء على حالة إجتماعية معيّنة. إخترت هذه الشخصية الثانوية المثقلة درامياً، لإبقاء إسمي ماثلاً في ذهن الجمهور كممثل درامي بعدما إنطلقت في الإخراج.

يعالج المسلسل مواضيع إجتماعية متعددة مثل الخيانة الزوجية وسيئات الطبقية والأرستقراطية، ودفع الأطفال ثمن خيارات الأهل وأخطائهم، كيف تعاملت شخصياً مع هذه المواضيع الدسمة؟

بشكل عام، أتابع ردود فعل أي شخصية في المسلسل وفق الخط الدرامي المرسوم لها وتفاعلها مع الشخصيات المحيطة بها. أما على الصعيد الشخصي، فلا أسلّط الضوء بشكل مباشر على رأيي الإنساني تجاه المواضيع المطروحة، بل أعبّر في شكل غير مباشر عبر تفاعل الشخصيات الدرامية.

هل استندت إلى خبرتك التمثيلية في رسم الشخصيات وتركيبها ومواكبة أداء الممثلين؟

لقد أعرب الممثلون عن إرتياحهم لإدارة ممثل لهم، لأن ثمة لغة مشتركة تجمع أصحاب المهنة الواحدة، وطريقة معينة لتواصلهم وفهم الشخصية. برأيي إدارة الممثل أساسية وربما أتفوّق بذلك على آخرين، بفضل خبرتي في التمثيل.

كيف تقيّم تجربتك في إخراج الموسم الأخير من "عاطل عن الحرية"؟

أشكر بداية المنتج الصديق مروان حداد صاحب شركة مروى غروب، على إفساحه في المجال أمامي لأطل على الجمهور من باب الإخراج. كما أشكر الإعلامي سمير يوسف الذي آمن بطاقتي الإخراجية من دون التدقيق في أعمالي بهذا الإطار، فغامر في تعاونه معي ليشكّل "عاطل عن الحرية" باباً لإطلالتي في عالم الإخراج. قدمنا حلقات ناجحة جداً تركت صدى إيجابياً لدى الجمهور. تتميّز هذه التجربة، بضرورة تكثيف الأداء والإحساس لإيصال الفكرة بوقت ضيّق محدود، على عكس المسلسل الطويل الذي يفسح في المجال أمام بناء الشخصية وتقديمها بشكل تدريجي على مدار الحلقات. لذا رغم مساحة الدراما المقتضبة في هذا البرنامج إنما هي مساحة درامية بإمتياز.

لاحظنا أن الممثلين المشاركين فيه من الطراز الرفيع لناحية الخبرة والأداء؟

صحيح، لقد وثقوا في رامز خوري وفيّ، فشاركوا مجّاناً، من أجل الرسالة الهادفة التي يحملها هذا البرنامج.

نوعّت ما بين الدراما والكوميديا في المسرح والتلفزيون وأديّت أدواراً مختلفة من المجتمع، هل تعتبر أن الإخراج تتويج لهذه المسيرة الطويلة؟

بطبعي، أحبّ التعلّم كثيراً. لذا لا أحصر الثقافة بالكتاب، بل بالحياة أيضاً. هاتان الثقافتان ضروريتان لبناء الإنسان والفنان معاً، لذا يجب التعمّق بهما جيداً. يحتاج أي مخرج أو ممثل إلى للإطلاع إلى مختلف الشخصيات في المجتمع مهما تنوّعت المهن والطبقات الإجتماعية، وذلك لإستخدامها في البناء الدرامي للشخصيات.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

إستكمال الجزء الثاني من "الزوجة الأولى" ودراسة مشاريع مختلفة معروضة عليّ. أعلن بثقة وشغف أنني ممثل ومخرج، لن أعطي الأولوية لواحدة على حساب الأخرى، بل حاضر لإقتناص أي فرصة في الإثنين معاً، وذلك للتعبير عن نفسي فنياً وأؤمن إستمراريتي وإستمرارية عائلتي.


MISS 3