زيارة لتوطيد التعاون بين جامعة الروح القدس ومؤسسة انتصار

11 : 22

زارت رئيسة "مؤسسة انتصار" الشيخة انتصار الصبّاح جامعة الروح القدس- الكسليك، برفقة المديرة التنفيذية للمؤسسة كريمة عنبر، حيث استقبلهما نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طوني عيد في مكتبه، في حضور نائبة رئيس الجامعة المفوّضة للعلاقات الدولية الدكتورة ريما مطر، ومدير كليّة الموسيقى والفنون المسرحية الأب بديع الحاج، ورئيسة قسم الفنون المسرحية والأدائية الدكتورة لينا سعادة جبران.

الأب عيد

وقد رحّب الأب عيد بالشيخة الصبّاح والسيدة عنبر باسم رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، شاكرًا للمؤسّسة دعمها لطلاب الجامعة، من خلال مذكرة التفاهم التي تمّ توقيعها بين الطرفين في العام 2020، والتي بموجبها، تلتزم "مؤسسة انتصار" بتأمين دعم مالي لقسم من النفقات التعليمية سنويًا لـ 15 طالبة من العالم العربي في برنامج الماستر في العلاج من خلال المسرح في جامعة الروح القدس- الكسليك التي تتفرّد، في العالم العربي، بتقديم هذا البرنامج. هذا وتتخصّص مؤسّسة انتصار في تقديم الدعم النفسي للنساء المتضررات من الحرب والعنف وشتّى أنواع الاضطرابات.

كما شدّد الأب عيد على ضرورة التكافل والتعاون، في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، لاسيما الظروف الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن، مشيرًا إلى "أن جامعة الروح القدس – الكسليك هي الجامعة الوحيدة التي أبقت على تسديد أقساطها حسب سعر الصرف الرسمي للدولار، وذلك تحسّسًا منها بمعاناة الأهل، ولمساندة طلابها على الاستمرار في مسيرتهم التعليمية وحثّهم على البقاء في الوطن وعدم الهجرة.


الشيخة الصبّاح

من جهتها، نوّهت الشيخة الصبّاح بالمستوى التعليمي المتميّز التي تحظى به الجامعة، مؤكدة الاستمرار في دعم الطلاب، ومشدّدة على أهمية الثقافة والفنون في حياة الشعوب. كما أملت أن يتعافى لبنان قريبًا من أزماته وينعم شعبه بالسلام والطمأنينة، لأنه شعب شغوف ومحب للحياة، ويولي أهمية كبيرة للثقافة، إذ يعتبرها ركيزة أساسية لبناء المجتمع وتنميته.


جولة ميدانية

ثم كانت جولة ميدانية في حرم الجامعة، حيث قدّمت الدكتورة مطر لمحة عن الجامعة، ابنة الرهبانية اللبنانية المارونية، كما عرضت للتطوّرات التي مرّت بها على المستويين التعليمي والعمراني، لتصبح حاليًا في مصاف أهم الجامعات في العالم العربي، إذ تحتضن طلابها في حرم أخضر يوفّر لهم بيئة تعليمية آمنة.

والتقت بعدها الشيخة الصبّاح طلاب الماستر في قسم الفنون المسرحية والادائية، وقد قاموا بالتعريف عن أنفسهم وعن أعمالهم ومشاريعهم. واستمعت إلى هواجسهم وتطلّعاتهم المستقبلية. وعرضت أمامهم البرامج التي تقوم بها مؤسسة انتصار بهدف تقديم الدعم النفسي للنساء المتضررات من الحرب والعنف والاضطرابات، مؤكدة تعزيز التعاون بين المؤسسة والطلاب في مشاريع تصب في الهدف عينه.

كما ألقت الدكتورة جبران كلمة عبّرت فيها عن سرور الجامعة وقسم الفنون المسرحية والأدائية بأساتذته وطلابه باستقبال الشيخة الصبّاح والسيدة عنبر بهدف تعزيز التعاون المشترك القائم منذ سنتين. وقالت: "مما لا شك فيه أنّ الطلاب قد اطّلعوا على أعمالك الخيرية والإنسانية التي لا تُقدّر بثمن، وهم مستعدون للتعاون في سبيل دعم رسالتك مع النساء اللواتي يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة خلال الحروب. وغني عن القول أننا قد اختبرنا الحرب بشتّى أشكالها، ولا زلنا نختبرها إنما كل يوم بوجه جديد، فلم يعد بإمكاننا الصمت! نحن بحاجة إلى الكلام والفعل. ولكننا فنانون، إذ لا يمكننا أن نبتعد عن هويتنا عندما نتكلم أو نفعل. من هذا المنطلق، أبدى طلاب العلاج من خلال المسرح استعدادهم لدعم مشاريعك مع النساء العربيات، وهذا هو هدف مذكرة التفاهم الموقّعة بيننا. ولن يقتصر هذا الأمر على طلاب هذا البرنامج، بل سيلتزم طلاب آخرون بالدفاع عن قضايا المرأة من على خشبة المسرح أو عبر فيلم من أجل دفع السلطات العامة إلى دراسة هذه الحالات الإنسانية والتعامل معها بشكل أفضل".



واختتمت الزيارة بجولة في المكتبة العامة التي تعدّ من أهم المكتبات في الشرق الأوسط وأغناها. وقد قدّم مدير المكتبة العامة الأب جوزيف مكرزل شرحًا مفصّلًا عن أقسام المكتبة، وبخاصة قسم الأرشيف وترميم المخطوطات والكتب، وقد اطلعت الصبّاح على بعض المخطوطات والكتب القديمة والنادرة، مبدية إعجابها بالحرفية وبالتقنيات العالية والمتطوّرة التي تجري خلال أعمال الترميم، الحفظ والتوثيق والترقيم. 


MISS 3