جاد حداد

جراحة الساد...هل أنت مستعد لها؟

30 آذار 2022

02 : 00

بدءاً من عمر الأربعين تقريباً، تصبح عدسة العين مشوّشة، وتُعرَف هذه الحالة باسم داء الساد (Cataracts). في حالات كثيرة، تتفاقم المشكلة لدرجة أن تصبح الرؤية ضبابية أو مشوّهة. يصاب أكثر من نصف الناس بداء الساد أو يخضعون للجراحة لمعالجته بحلول عمر الثمانين. تشكّل هذه الجراحة علاجاً فاعلاً جداً، وهي عبارة عن عملية سريعة وآمنة تقضي باستبدال العدسة المشوّشة بعدسة بلاستيكية صافية. لكن لا يحتاج المريض إلى جراحة فورية إلا إذا أوصى بها طبيب العيون.

تقول الدكتورة لورا فاين، اختصاصية بداء الساد وأستاذة عيادية في طب العيون في جامعة "هارفارد": "تتطور معظم حالات الساد ببطء شديد ويمكن مراقبتها بكل أمان إلى أن يشعر المريض بأنه يحتاج إلى تحسين نظره. هذا ما يحصل مثلاً إذا كنت تجد صعوبة في قراءة أو رؤية لافتات الشوارع. تتعدد أعراض الساد المبكرة والشائعة، منها ضعف الرؤية الليلية، لا سيما عند هطول الأمطار أو أثناء القيادة. غالباً ما يتذمر الناس من رؤية وهج أو شعاع حول المصابيح الأمامية للسيارات أثناء القيادة ليلاً".

نصائح للتكيّف مع الحالات الخفيفة أو أولى مراحل المرض

في المراحل الأولى من نشوء داء الساد، قد تلاحظ تراجعاً طفيفاً في النظر، لكنه لا يؤثر على نشاطاتك اليومية. في بعض الحالات، تزيد سماكة عدسة العين بكل بساطة، ما يؤدي إلى ظهور مشاكل مثل قصر النظر بدل تشوّش الرؤية بالكامل. في هذه الحالة، يمكنك الاستفادة من التوصيات التالية:

• إستشر طبيبك للحصول على نظارات أو عدسات طبية جديدة.

• ضع مصابيح كهربائية أكثر إشراقاً في أنحاء منزلك، لا سيما تلك التي تستعملها للقراءة أو القيام بأي عمل آخر.

• خفّف وهج الأضواء عبر وضعها وراءك مباشرةً ووجّهها نحو الغرض المستهدف (مثل الكتاب الذي تقرأه).

• إستعمل عدسة مكبّرة أثناء القراءة أو العمل.

• أنشر ألواناً متباينة في أنحاء منزلك لتحسين نظرك (بطانية داكنة فوق كرسي فاتح مثلاً).

هذه التدابير تساعد الكثيرين على تأجيل جراحة الساد لسنوات. لا يضطر البعض للخضوع للجراحة مطلقاً، لكن قد يحتاج من يتكل على نظره للقيام بعمل دقيق (مثل المهندس أو طبيب الأسنان أو الصائغ) إلى الجراحة قبل الآخرين.

أهم المعلومات عن جراحة الساد

في الحالات العادية، يخضع الناس للجراحة في العين التي تشمل الساد الأكثر كثافة. إذا كانت العين الأخرى مصابة بحالة خفيفة من الساد، قد لا تحصل الجراحة في العين الثانية قبل مرور سنوات. لكن يحمل معظم المصابين بداء الساد المرتبط بالسن المرض نفسه في العينَين معاً، وغالباً ما تحصل الجراحة في العين الثانية بعد أسابيع قليلة على الجراحة الأولى، كي يتسنى لها أن تُشفى.

بما أن المريض يزور الطبيب بعد يوم ثم بعد أسبوع من كل جراحة لمراقبة وضعه، تمتد العملية كلها على شهرَين تقريباً. غالباً ما يحتاج الناس إلى التخطيط لجراحة الساد كي تتماشى مع الإجراءات الطبية الأخرى أو رحلات السفر أو الخطط العائلية. من المفيد أن تنظّم حياتك مسبقاً عبر اتخاذ الخطوات التالية:

• بالإضافة إلى رحلة العودة إلى المنزل بعد الجراحة، يحتاج بعض المرضى الأكبر سناً إلى سائقين أو مقدّمي رعاية لمرافقتهم إلى الطبيب أو لمساعدتهم على أخذ قطرة العين بعد الجراحة.

• خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد جراحة الساد، يجب أن تأخذ بعض التدابير الوقائية. في الأسبوع الأول مثلاً، امتنع عن حمل الأغراض التي يفوق وزنها 4 إلى 7 كيلوغرامات. وفي أول أسبوعين، تجنّب السباحة ومكياج العين والاستحمام وأحواض المياه الساخنة.

قد يتشوش النظر خلال الأيام القليلة الأولى التي تلي الجراحة، لكنه يتحسّن تدريجاً. يلاحظ معظم الناس أن النظر يزداد وضوحاً وصفاءً مع مرور الوقت.

تبلغ حدة البصر 20/40 وما فوق لدى أكثر من 95% من الناس بعد خضوعهم لجراحة الساد. ومع ذلك، يضطر معظمهم لاستعمال النظارات أثناء القراءة أو القيادة.