ألين البستاني

عودة السفيرين فرصة ذهبية للبنان

علّوش لموقعنا: الخطوة الخليجية تؤكد أن لبنان ليس متروكًا في مواجهة المشروع الإيراني

شكّلت عودة سفيرَي المملكة العربية السعودية وليد البخاري ودولة الكويت عبد العال سليمان القناعي، الى بيروت، بارقة أمل على صعيد إنهاء التوتر الذي ساد العلاقات اللبنانية – الخليجية، منذ نهاية تشرين الأول الفائت، جرّاء الأزمة الديبلوماسية التي فجّرها تنامي نفوذ حزب الله في لبنان والمنطقة، وعكّرتها التصريحات الاستفزازية لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والذي استقال لاحقًا على خلفية تدهور علاقات لبنان مع محيطه العربي والخليجي.




النائب السابق مصطفى علوش


هذه العودة التي رحّبت بها أطراف سياسية عدّة وأثارت ارتياحًا لافتًا في الشارع اللبناني المقبل على استحقاقات مصيرية والمحاط بأزمات اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة، ثمّنها أيضًا النائب السابق مصطفى علوش الذي اعتبر في حديث لموقع "نداء الوطن" الإلكتروني، أنها تأتي في هذه المرحلة الحسّاسة تحديدًا، لتؤكّد بأن لبنان ليس متروكًا، وأنّ الشعب اللبناني، بعدما وُضِع في مواجهة المشروع الايراني لا يزال لديه الكثير من الأصدقاء والأشقاء الذي يسألون عنه وعن مصلحته.

وتمنّى علّوش أن تساهم هذه العودة برفع معنويات ومساندة المجموعة التي تقف على خط المواجهة مع حزب الله والمشروع الإيراني.

وعن استفزازات حزب الله المستمرة حيال دول الخليج، قال علوش: "للأسف لا الدولة ولا الحكومة يمكنهما وضع حدّ لحزب الله، فمن يحرّك الحزب هو الوليّ الفقيه، وهو يتلقّى أوامره من الحرس الثوري الإيراني، لذا نحن نعلم أنّ الدولة عاجزة، أو أنّ بعضها متواطئ مع حزب الله، في موضوع معاداة الدول العربية."

واعتبر علّوش أنّ "الكرة في ملعب الإخوة الخليجيين الذين يعلمون أنّ محاولات الاستفزاز المتكرّرة من قبل حزب الله، تأتي بأوامر إيرانية، هدفها الوصول الى تسليم لبنان للمشروع الإيراني لذلك نحن نعوّل على حسن دراية الخليجيين لهذا الموضوع وأن يكونوا معنا في مواجهة هذا المخطط".


وأضاف أنّ عودة السفيرين هي فرصة أخيرة بالنسبة للبنان ولوجوده ودوره الذي سينتهي حتمًا في حال استسلمت البلاد للمشروع الإيراني، ومضيفًا أنّ ما حصل اليوم هو محاولة من دول الخليج لإعادة إحياء لبنان كدولة لا تزال موجودة على الخارطة، بينما يجب اقتطاع المشروع الآخر بالكامل.



المرشحة عن أحد المقاعد السنّية في بيروت الثانية لينا التنّير



التنّير: عودة السفيرين  أمر ضروري وطبيعي

أمّا المرشحة عن أحد المقاعد السنّية على لائحة "بيروت تواجه" في دائرة بيروت الثانية لينا التنّير، فأشارت في حديث لموقع "نداء الوطن" إلى أن عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، أمر ضروري وطبيعي لأن لبنان من الدول الست الأساسية التي أسست جامعة الدول العربية.

وقالت التنّير إنّ "لبنان لا يستطيع الخروج من محيطه الذي ينتمي إليه واعتقد ان عودة السفيرين هي مؤشّر خير من أجل لبنان ونهوضه واستعادة الثقة به من قبل المجتمعين العربي والدولي.


وعن سبل تفادي تكرار هذه الأزمة التي أصابت علاقات لبنان مع دول الخليج، قالت التنّير: "نحن وصلنا الى هنا لأن هناك مجموعة معيّنة في لبنان سيطرت على قرار هذا البلد والدولة، وتهاجم الدول العربية سواء من خلال الشتائم أو شنّ حملات ضدّها أو تصدير الممنوعات اليها. ولكن في النهاية، الدول العربية هي امتداد طبيعي للبنان، والعكس صحيح، هناك أكثر من ثلاثمئة ألف عائلة تسكن وتعمل في الدول العربية، وعلينا أن نحمي مصالحنا ومصالحهم.

وشددت التنّير على ضرورة عودة حزب الله وكل المكوّنات اللبنانية للعيش معًا تحت إطار الدولة واحترام الدستور والطائف وقرارات الشرعية الدولية، لأنه، وفي النهاية، الدولة وحدها قادرة على حماية مواطنيها، وتأمين العيش المحترم والكريم لهم في بلدهم، لأننا وصلنا الى نقطة يمكن القول فيها إننا "ما بقى عايشين"، خسرنا أعمالنا وعائلاتنا ونعاني من هجرة الأدمغة، لا كهرباء ولا مياه ولا اتصالات، والنفايات تملأ شوارع بيروت، وهذا ليس مقبولا وكان يجب ان نتفاداه.

وأضافت "حان الوقت كي نقف من جديد ونقول كفى لأننا نريد ان نعيش بكرامة في بلدنا، وكما نريد نحن لا كما يريد الآخرون، أي على أساس العيش المشترك والهوية اللبنانية القائمة على الشراكة بين مكوّنات الوطن كافة.


بيان الخارجية السعودية كان واضحًا لجهة "أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي"، وعن هذا الموضوع أكّدت التنّير أنّ عودة السفيرين هي فرصة ذهبية لا تفوّت، خصوصًا أنّنا في السنوات الاخيرة فوّتنا على لبنان فرصًا ذهبية مهمّة، خصوصًا لناحية دعم الدول لنا في مجالات الإصلاح والنهوض بالاقتصاد، واليوم الناس منهارة ومتعبة، لذا آن الاوان، كي نضع يدنا بأيدي كل المكونات الداخلية والخارجية التي تريد مساعدتنا، كي نستطيع النهوض من أزماتنا المتراكمة.



إذًا، صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية – الخليجية فتحت مع عودة سفيري المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وها هو لبنان اليوم أمام اختبارٍ جديدٍ وجدّي للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها ومنع أيّ طرف كان من زعزعتها، فهل ينجح لبنان في هذا الاختبار؟

MISS 3