الأباتي راجح: وحدها قوة الصليب تضيء ظروف الانسان المعقدة

13 : 46

ترأس رئيس دير مار الياس - أنطلياس الاباتي انطوان راجح رتبة سجدة الصليب ودفن المصلوب في كنيسة الدير الكبرى، والقى عظة قال فيها: "عندما يغيب المجتمع الله ويتصرف كأنه غير موجود يفقد هذا المجتمع سنده ومبادئه وبراعم حيويته وبوصلة حياته اي انه يفقد حريته وتصبح اعماله غطاء سطحيا لعبودية ذاتية داخلية لا تبني لا تؤسس".

أضاف: "يميل مجتمعنا للاسف للاتشاح بالاثم والتعرض لسر الجلد لان الازمات الحقيقية هي ازمات روحية متجذرة وازمة ايمان وسوء فهم وان بعض من يساهموا بالحكم على الله وروجوا لذلك فعلوا ذلك بحجة الدفاع عن الله وعن الدين والطائفة،حملوا راية الله ولكنهم بالفعل قتلوا الله وروحه التي نالها بالخلاص والغفران والاخوة والتعالي عن المصالح الأرضية الظاهرة لانهم اصطنعوا الها على خاطرهم وعلى قياس طموحاتهم الهجينة، وكل مؤسسة تعتبر انها مجرد منظومة بشرية وتركز هيكلياتها على هذا الاساس وتتصرف من دون روح الله تعاني من فقر دام وستفقد حياتها لانها تجهل وتنسى بان الركوع هو الذي يعطي الصفاء والنقاء".

وتابع: "وحده المسيح اليوم يعلمنا بعري صليبه ان ننقذ انفسنا من روحانية المظاهر والتبرج ومن الجفاف الروحي والفتور والملل والكسل لان ذلك يودي بنا الى قبر مظلم، وحدها قوة الصليب تضيء ظروف الانسان المعقدة والمسيح وحده يعرف كيف ينير ظلمات البشر والاماكن الوعرة ويشفي من كل مرض وعلة".

وقال: "مهما حملت صفحات حياتنا من مآس وآثام يجب ان نؤمن ان المسيح احبنا على ما نحن، واراد ان يكون معنا وافتدانا بدمه ليعطينا جمال الحياة وسلام القلب وفرح الغفران فالخلاص، وبسط المسيح يديه مرة على الصليب ولكنها مفتوحة ليفتدينا دائما، فالصليب هو هوية المجتمع الكنسي والاخلاص الحقيقي اي تبني الصليب في الحياة".

وتابع: "لنتقو بصليب ربنا ومن اجل ذلك لا بد من خطوات عملية نحارب بها ثقافة الاساءة والجشع ونهج الرخاوة ونقول لا للنفاق ولا للفساد واليأس ولا للموت، وان نتعامل مع الازمة بصدقية تحمل نكهة الانجيل وان نستقي القوة من الانتماء لان العاصفة اسقطت قناع الضعف وفضحت ضماناتنا الهزيلة التي بنينا عليها مشاريعنا لاننا لم نعرف كيف نحصن انفسنا لمواجهة الشدة".

وختم راجح: "اليوم نبقى مع العذراء الصامتة عند الصليب، عرش المسيحيين، نبقى واقفين وصامدين ومؤمنين بعبور الصليب ومستشرفين النهوض الآتي ونطلب الحياة الحرة الكريمة من سيد الحياة ونردد مع المؤمنين "فليكن موت ابنك حياة لطالبيها".

MISS 3