توسيع نطاق حال الطوارئ في البلاد

رئيس تشيلي: نحن في حرب

01 : 15

تعيش تشيلي أسوأ أزمة سياسيّة منذ عقود (أ ف ب)

بعد أعمال الشغب التي هزّت العاصمة سانتياغو ومدناً عدّة أخرى لأيّام، والتي أوقعت 7 قتلى على الأقلّ، اعتبر رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا أمس الأوّل أنّ بلاده تخوض "حرباً ضدّ عدوّ قوي"، وقال للصحافيين: "نحن نخوض حرباً ضدّ عدوّ قويّ وعنيد، لا يحترم شيئاً أو أحداً، وهو مستعدّ لتوسّل العنف والجريمة من دون حدود"، في وقت أعلنت السلطات التشيليّة توسيع نطاق حال الطوارئ لتشمل مدناً عدّة في شمال البلاد وجنوبها. كما فرضت السلطات مساء الأحد، لليلة الثانية توالياً، حظر تجوّل في العاصمة سانتياغو، في محاولة منها للحدّ من الاحتجاجات العنيفة.

وفي هذا الصدد، دعا المسؤول عن الدفاع الوطني الجنرال خافيير إيتورياغا، سكّان العاصمة، إلى "التزام الهدوء وملازمة منازلهم"، موضحاً أنّ حال الطوارئ التي أعلنها بينيرا مساء الجمعة لمدّة 15 يوماً في سانتياغو، تمّ توسيع نطاقها، بحيث باتت تشمل إضافةً إلى العاصمة، خمساً من مناطق البلاد، فيما أشار وزير الداخليّة والأمن أندريس تشادويك إلى إعداد مراسيم إعلان حال الطوارئ في مدينتَيْ أنتوفاغاستا في شمال البلاد وفالديفيا في جنوبها ومدن أخرى، مثل فالبارايسو وتيموكو وبونتو أريناس.

وبدأت التظاهرات الجمعة احتجاجاً على زيادة رسوم مترو سانتياغو من 800 إلى 830 بيزوس (1.04 يورو)، التي تملك أوسع وأحدث شبكة لقطارات الأنفاق في أميركا اللاتينيّة، يبلغ طولها 140 كيلومتراً وتنقل يوميّاً ثلاثة ملايين راكب. ومع أنّ رئيس تشيلي تراجع مساء السبت عن قرار زيادة أسعار المواصلات، إلّا أن شرارة الاحتجاجات لم تنطفئ، لا بل إنّ المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم لتشمل قضايا أخرى، مثل التفاوت الاجتماعي والاحتجاج على النموذج الاقتصادي المطبّق والحصول على التعليم والخدمات الصحيّة المرتبطَيْن خصوصاً بالقطاع الخاص.وشهدت سانتياغو أمس شللاً مع توقف وسائل النقل العام بكاملها تقريباً عن العمل، وإغلاق غالبيّة المتاجر أبوابها، فيما يقوم الجيش بدوريّات في الشوارع وتسود مخاوف من تجدّد العنف، بعد ثلاثة أيّام من أعمال الشغب والنهب التي أوقعت 7 قتلى في تشيلي. وبحسب السلطات، فقد تمّ اعتقال 1462 شخصاً، بينهم 644 في العاصمة و848 في باقي البلاد. وطُلب من شركات النقل الخاصة، المساعدة في نقل المواطنين، إذ إن المترو الذي يستخدمه يوميّاً ثلاثة ملايين راكب مُغلق منذ الجمعة، بعد تخريب 78 محطّة، قُدّرت أضرارها بأكثر من 300 مليون دولار.

واستُهدفت محطّات المترو والحافلات في التظاهرات العنيفة، إضافةً إلى عشرات "السوبر ماركت" والسيّارات ومحطّات البنزين، التي خُرّبت أو أُحرقت. وبقيت معظم المحلّات مغلقة الأحد. كذلك، عُلّقت الدراسة في المدارس في 48 من مقاطعات سانتياغو الـ52. وأمضى آلاف المسافرين ليلتهم في مطار العاصمة، بحيث أُلغيت رحلاتهم أو تأخّرت بسبب حظر التجوّل وغياب وسائل النقل العام.

وفي أحياء عدّة من سانتياغو، حرص السكّان على عدم وقوع أعمال تخريب جديدة. وبموافقة قوى الأمن، باتوا يحرسون المتاجر ليلاً، مسلّحين بقضبان ومرتدين سترات صفراء، في حين ناشد العديد من نجوم المنتخب التشيلي لكرة القدم، القادة في بلادهم، بـ "الاستماع إلى الشعب" وإيجاد حلول لأسوأ صراع اجتماعي في البلاد منذ عقود.