مريم سيف الدين

جريحان في عين الرمّانة فجراً

الجيش والشعب أكثر وعياً من المسؤولين

23 تشرين الأول 2019

01 : 50

في الأمس كانت الرسالة واضحة لأهالي عين الرمانة: طريق بعبدا خط أحمر وممنوع قطعه تحت طائلة القمع. "قطعتموه في الأيام الأربعة السابقة، لكن من اليوم وصاعداً هناك قرار، طريق وزارة الدفاع ممنوع قطعه مجدداً"، قال العميد في الجيش الذي نزل للتحاور مع المتظاهرين. أزال الجيش خيم المحتجين وأبعدهم عن تقاطع الشيفروليه، حدد لهم حدود التظاهرة عند تمثال الرصاص في عين الرمانة، مانعاً اياهم من العودة الى تقاطع الشيفروليه. لكن وعلى رغم القرارات الصادرة "من فوق"، حافظ الأهالي والجيش على جو ودّي بينهما، ونجح الأهالي في إعادة قطع الطريق قرب مبنى أبراج.

أكثر من 40 آلية عسكرية بعضها مزوّد بالرشاشات حضرت إلى المكان، لتفصل بين المحتجين وبين تقاطع الشيفروليه الذي حاولوا العودة إليه لقطع الطريق المؤدية إلى قصر بعبدا. فالتقاطع نقطة استراتيجية للأهالي لايصال صوتهم ولكل لبنان، وفق أحد المحتجين.

ساعات قضاها الأهالي في محاولة إقناع ضباط الجيش وعناصره بالسماح لهم بالتقدم إلى التقاطع البعيد أمتاراً قليلة، قبل أن يلتفّ بعضهم من جهة أخرى ويقطع الطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري بالقرب من مبنى أبراج. وفشل السكان في إقناع الجيش بالسماح لهم بالعبور مباشرة إلى التقاطع. "أنا عبد مأمور"، قالها العميد للمواطنين الذين طالبوه بالسماح لهم بالتقدم للمطالبة بحقوقهم وحقوق الجيش، "فالإجراءات المالية تطالكم كما تطالنا". وحسم العميد المعركة لمصلحة المحتجين على رغم التزام الجيش قرار قيادته، "طالما القنوات التلفزيونية موجودة هنا فأنتم رابحون، وصوتكم وصل".

في الساحة بعض الغاضبين من القمع الذي شهده تقاطع الشيفروليه فجراً. يقول محتجون لـ"نداء الوطن": "نحو الساعة الخامسة فجراً استخدم الجيش بعض القوة في مواجهة عدد من المحتجين فأصاب إثنين منهم بكسور، أحدهم كسِر كتفه وآخر كُسرت يده". ويروي أحد المتظاهرين أنه تم نقل أحد المصابين إلى المستشفى القريب من المكان فاضطروا إلى جمع كلفة علاجه من بعضهم.

أما مطالب المحتجين في عين الرمانة فهي نفسها مطالب المحتجين في كل لبنان. وتؤكد سيدة لـ"نداء الوطن" أنها ستواظب على التظاهر حتى يسقط رئيس الجمهورية والحكومة. ويعبر أحد المحتجين عن معاناته من البطالة والمرض، في حين ترفض وزارة الصحة تأمين كلفة عمليته التي تبلغ نحو 2500 دولار وتأمين دوائه البالغ سعره 200 ألف ليرة، وفق قوله. هي مطالب معيشية تنتقل في كل المناطق اللبنانية. ورفض سكان عين الرمانة تسييس تحركهم، وشددت شعاراتهم على رفض الطائفية ورفض استثناء جميع السياسيين فـ"كلن يعني كلن" هو الشعار في كل الساحات.