يوسف منصور

بعلبك: عين "حزب الله" على الاعتصامات ونوح زعيتر يدعو إلى التظاهر

25 تشرين الأول 2019

00 : 44

الأعلام اللبنانية وأصوات الأغاني الوطنية تصدح في أرجاء بعلبك

يكسر أهالي بعلبك جدار الصمت يوماً بعد يوم، وينتفضون كل مساء مناصرةً وملاقاةً للثورة التي يشهدها لبنان، يواكبون مجريات الأحداث، يرفعون سقف مطالبهم، لا تثنيهم تهديدات أو مضايقات، وسط ارتفاع أعداد المشاركين في الإعتصام اليومي في ساحة المطران وسط المدينة.

يوم الأربعاء عقد اجتماعٌ في مبنى اتحاد بلديات بعلبك ضم البلديات المنضوية تحت لوائه التابعة لـ"حزب الله"، إضافةً إلى عدد من مخاتير المدينة. صاحب الدعوة رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن الذي عيّنه "حزب الله" وسبق أن اختاره لرئاسة بلدية بعلبك، واعتبر حسن والمدعوون أن "التحركات والإعتصامات غير بريئة الأهداف والتمويل"، ودعوا الجيش إلى "حماية ممتلكات المواطنين كما يحمي المتظاهرين وتأمين تنقل الناس بسلام ووصول المواد الغذائية وغيرها إلى البقاع". وسبق الإجتماع قيام حسن بالتعاون مع بلدية دورس بفتح دوار الجبلي ورفع الآثار الناجمة عن إحراق الإطارات، ليعاود الناس قطع الطريق في فترة ما بعد الظهر بالشاحنات والإطارات المطاطية مطالبين بالعفو العام ورفع شعارات مطلبية أخرى، على وقع الأغاني الوطنية والثورية ورفع الأعلام اللبنانية، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة المشاركين هناك بعد توجيه المطلوب نوح زعيتر دعوة للناس للمشاركة بكثافة في الإعتصام.

مشهد دوار الجبلي يسانده اعتصام ساحة المطران اليومي الذي تدعو إليه الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ومجموعة ناشطين، حيث يتجمع الناس يومياً عند الخامسة من مساء كل يوم حتى ساعات متأخرة من الليل. وتجمع أهالي بعلبك أمس في الساحة رافعين الأعلام اللبنانية وأصوات الأغاني الوطنية تصدح في أرجاء المدينة بعد كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، رافضين الهروب إلى الأمام ومعتبرين أن الكلمة لم تلب طموح الشارع بل زادتهم قوة وإيماناً بما يقومون به، مشددين على مطالبهم اليومية وسط شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "يسقط النظام الطائفي"، "نعم لاسترداد الأموال المنهوبة ومحاكمة السارقين ووضعهم في السجون"، إضافة إلى شعارات مطلبية ومعيشية أخرى، كذلك سجل ارتفاع أعداد المشاركين حيث غصت الساحة بالوفود المشاركة التي تجاوزت الألف.

مشهد بعلبك الذي يضم مختلف الطوائف والفئات لم ينل التغطية الإعلامية المرئية وفق المعتصمين الذين أبدوا غضبهم من الأمر، معتبرين أن هناك مؤامرة عليهم لمنع صوتهم من الوصول إلى من يعنيهم الأمر وللتعتيم على تلك التحركات، وكأن المراد نقل صورة مختلفة للواقع بأن إحتجاجات بعلبك تقتصر على عدد قليل من الناس.

إلى ذلك وبالتزامن مع الوقت الذي يتم فيه تنظيم الإعتصام أفسح المجال لأبناء بعلبك لمتابعة نشاطاتهم اليومية وفتح محالهم، إضافةً إلى فتح مدارس عدة أبوابها أمام تلامذتها، في وقت تداول ناشطون تسجيلات صوتية عبر وسائل التواصل الإجتماعي تدعو إلى قطع الطرق أمام المدارس التي فُتحت، لأن السلطة و"حزب الله" يريدان إعادة الحياة الى طبيعتها. أما حال البقاع الشمالي في الهرمل والمناطق المجاورة فيشهد قطع طرق بوتيرةٍ أخف وأعداد متظاهرين أقل، حيث قطع الطريق عند جسر العاصي بالأتربة والحجارة، إلى ذلك نفذ عدد من أبناء بلدة العين وقفة إحتجاجية في ساحة البلدة تضامناً مع المناطق اللبنانية، ورفضاً للوضع الإقتصادي القائم ومطالبين بإسقاط النظام. كذلك قطع أهالي حي الشراونة في بعلبك الطريق بالسيارات رفضاً للوضع المعيشي القائم وسط شعارات أبرزها "لا للأحزاب والمسؤولين في منطقة بعلبك الهرمل"، "ونعم لتشريع زراعة الحشيشة".


MISS 3