بو حبيب من بروكسل: لا نستطيع حمل عبء النزوح لمدة أطول

20 : 38

شارك وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، في العاصمة البلجيكية بروكسل، في دورته السادسة. وشكر بو حبيب المنظمين في كلمته على إقامتهم المؤتمر في هذا الوضع الصعب، على أمل أن يتمّ التعهد من المجتمع الدولي باستمرار مساعدة النازحين السوريين والدول المضيفة.


وأشار إلى أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تشكلت خلال 5 أسابيع واستطاعت أن تحقق 6 أهداف أساسية وهي التالية:

١- الإتفاق مع صندوق النقد الدولي وقد تم ذلك.

٢- الإنتخابات وقد تمّ إجراء انتخابات المغتربين بنجاح وستجرى انتخابات المقيمين هذا الأسبوع.

٣- إعادة العلاقات مع دول الخليج بمساعدة الكويت ووزير خارجيتها الشيخ أحمد الصباح.

٤- إعادة الأمن و الإستقرار وتحقق ذلك بجهود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام.

٥- محاربة الفساد.

٦- ملف الكهرباء وقد تم وضعه على السكة وقد ينطلق في حال توفرت الموارد.

وتابع أن هذه الأهداف تحققت إلى حد كبير رغم المشاكل السياسية التي تسببت بوقف انعقاد الحكومة لمدة 3 أشهر وهي تشكل قاعدة متينة لعمل الحكومة الجديدة إذ أن الحكومة الحالية تنتهي ولايتها في 21 أيار، علماً أن الانطلاقة بحاجة لموارد مالية في حين أن المجتمع الدولي ما زال يشترط لإعطاء المساعدات.

تحول لبنان من بلد متوسط الدخل إلى منخفض الدخل للأسباب التالية:

السياسة المالية والنقدية المتبعة منذ التسعينات التي اثبتت انها كارثية كما وسعر الصرف الثابت والفوائد المرتفعة والعجز المالي رغم تنبيهات صندوق النقد الدولي. إن الحرب السورية التي بدأت عام ٢٠١١ اغلقت نافذة لبنان إلى الشرق ومع إقفال الحدود البرية تكبد لبنان خسائر مالية واقتصادية كبيرة واستقبل موجات من النازحين السوريين الذين يبحثون عن الأمان والفرص الاقتصادية.

حاليا، هنالك في لبنان حوالي مليون ونصف نازح سوري وأقل بقليل من نصف مليون لاجىء فلسطيني وهذا يشكل حوالي ٥٠٪ من عدد اللبنانيين او ١/٣ من عدد اللبنانيين المقيمين.

أبدى المجتمع الدولي كرمه في مساعدة النازحين والدول المضيفة وهذا محط تقدير لدى اللبنانيين ولكن التكاليف على لبنان كانت عالية جدا. هنالك دراسة اقامتها منظمة دولية تشير إلى أن تكاليف النزوح على لبنان بلغت حوالي ٣ مليار دولار سنويا اي ٣٣ مليار دولار خلال ١١ سنة كما انه هناك ارتفاع في مستوى البطالة ووضع البنى التحتية الى أسوء ونسب الجريمة ترتفع واكثر من ١/٣ من المسجونين في السجون اللبنانية هم سوريين وعدد الاطفال السوريين الذين يولدون في لبنان اكثر من اللبنانيين. اضافة الى ذلك نتج عن وجود النازحين السوريين خلل في التوازن الديمغرافي في لبنان وبحسب الدراسة اكثر من ٧٥٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر.

وأضاف بو حبيب أن معظم النازحين السوريين ليسوا نازحين سياسيين بل اقتصاديين وأن الوضع الاقتصادي والأمني حاليّاً في سوريا أفضل من لبنان وقد تم إصدار مؤخراً مراسيم عفو للفارين ولمعظم الذين غادروا خلال الحرب وهنالك جهوزية من خلال المفاوضات لحل مسألة الذين بقوا في سوريا.

وأردف أن العديد من النازحين السوريين يزورون قراهم باستمرار وصوّتوا في الإنتخابات الرئاسية السورية في سفارة سوريا في لبنان وهم يقصدونها من أجل معاملاتهم وتقريباً جميعهم يرسلون المال إلى أقاربهم بحيث يعود المال الذي يعطى لهم في لبنان بطريقة أو أخرى إلى سوريا.


كما نبّه إلى أن المانحين يخلقون "أونروا" جديدة للنازحين السوريين في وقت نرى فيه "تعب المانحين"، فالمساعدات للأونروا تنخفض وكذلك تدريجيّاً سوف تنخفض المساعدات للسوريين.


كما شدّد على موضوع مهمّ لحكومته وهو أن لا مقدرة على انتظار حل سياسي في سوريا كما انه ليس لدى لبنان الموارد لمنع الناس في الزوارق من مغادرة شواطئه. منذ أسبوعين غرقت سفينة وكانت تحمل على متنها اكثر من 84 شخص وتم إنقاذ أكثر من نصفهم.


مسألة أخيرة أشار إليها وهي أن بعض المنظمات الدولية والمدنية لا تحترم مؤسسات الحكومة وتعمل على الارض دون التنسيق معها أو إبلاغها وهذا التصرّف ليس ممارس في أي دولة في العالم ولكنهم يزورون المسؤولين للحصول على اعفاءات من الضرائب او لوحات دبلوماسية لسياراتهم.


في المحصّلة، لبنان لا يستطيع حمل هذا العبء لمدة اطول وعلى المانحين ان يصغوا جيدا للهواجس اللبنانية وأن يغيروا الطريقة التي يتعاملون فيها مع ملف النازحين السوريين ولربما إعطائهم المساعدة في سوريا. في الماضي، استطاع لبنان أن يحقق عودة مئات الآلاف من السوريين إلى بلدهم ولكن نراهم يعودون الى لبنان للحصول على المساعدة الشهرية من المنظمات المانحة.

وختم أن لبنان يبقى ضد استعمال القوة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ومع العودة الآمنة والكريمة ولا يمكن الإستمرار بقبول الوضع الراهن.

MISS 3